بسم الله الرحمن الرحيم شمس حسن كالشمس رأد ضحاها * كم أماطت عن الليالي دجاها قلت إذ لاح العيون سناها * لمن الشمس في قباب قباها شف جسم الدجى بروح ضياها ليس يدري من شام منها اتقادا * وإليها رأى الورى قصادا المن تجنب السراه جيادا * ولمن هذه المطايا تهادا حي أحياءها وحي سراها هاجها ضوء بارق مستنير * فمضت تسبق الصبا بمسير ولديها العسير غير عسير * يعملات تقل كل غرير قد حكته شمس الضحى وحكاها أنحل الجسم لم يدع لي ظلا * مذ علي النوى نواهم تولى فوحق الذي بقلبي استقلا * ما أراني بعد الأحبة إلا رسم دار قد انمحى سيماها أنا حلف الهوى فلم أر ضيرا * في غرام رأيت عقباه خيرا
पृष्ठ 23
ولسجع يطير باللب طيرا * كم شجتني ذات الجناح سحيرا حين طار الهوى بها فشجاها أنا مهما أنسى الصبا وزرودا * لست أنسى بها ورود ورودا وهي في ذكرها جوى معهودا * ذكرتني وما نسيت عهودا لو سلا المرء نفسه ما سلاها لم أزل في جوى فؤاد مؤجج * من هوى صرف راحة ليس تمزج ولكم حيث فرع مي تأرج * نبهت عيني الصبابة والوج د وإن كان لم ينم جفناها كنت لم أعرف الهوى وهو أتقى * لي والنفس بالصبابة تشقى ولكم نبه الهوى من توقى * فتنبهت للتي هي أشقى والهوى للقلوب أقصى شقاها كم ألم الهوى بقلب فألم * بحشا من أو أمه تتضرم لا تلو ماذا ناظر فاض بالدم * يا خليلي كل باكية لم تبك إلا لعلة مقلتاها أضرم الحب في حشاها وأجج * نار وجد على الدوام تؤجج فإذا خدها بدمع تضرج * لا توما الورقاء في ذلك الوج لعل الذي عراني عراها ذكرت جيرة أطالت عناها * إذا طالت على الشناء جباها فهي إن بل بالبكاء جواها * خلياها وشأنها خلياها فعساها تبل وجدا عساها
पृष्ठ 24
جد فيها الغرام من دون مين * فأسالت دمعا جرى كلجين ولعمري إذ لا تراع ببين * كان عهدي بها قريرة عين فاسألاها بالله مم بكاها طائر القلب صادح فوق دوحي * يقرأ العشق من لوائح لوحي كم يروحي أودى الهوى وبروحي * ليت شعري هل للحمائم نوحي أم لديها لواعجي حاشاها كم لعشق أسرعت وهي تأنت * وبنفسي في الحب جدت وضنت ولكم هاجني الهوى واطمأنت * لو حوت ما حويته ما تغنت سل عن النار جسم من عاناها كم رحلتم إذ قدر رحلتم بقلب * وبوجد أتحفتم كل صب فبحق الهوى ولوعة حب * أهل نجدرا عواذ مام محب حسب الحب روضة فرعاها فوفاء أهل الوفى والتحنن * فالجفا من وفاكم ليس يحسن إن أردتم تصحو القلوب وتسكن * عودونا على الجميل كما كن تم فقد عاود القلوب أساها كم حبينا بالقرب منكم سرورا * وشربنا من الشفاه خمورا إن منعتم من الثغور ثغورا * قربونا منكم لنشفي صدورا جعل الله في الشفاه شفاها إن نأيتم عنا وشط مزار * وتناءت عن المحب ديار عللونا بالقرب فهو افتخار * وعدونا بالوصل فاهجر عار
पृष्ठ 25
كيف تستحسن الكرام جفاها كم ليال بالوصل كانت تحلى * وزمان به الهموم تجلى إن تحي العهد الذي قد تولى * حي أوطاننا بوادي المصلى فهي أوطار نشوة نلناها كان أهل الهوى إليها تقاصد * والغواني بين المغاني مما يد وأولوا الحب بالوفاء تعاهد * حيث صحف الغرام تتلى وما أد رآك ما لفظها وما معناها أربع والحسان مؤتلفات * في رباها وللزمان التفات وثنايا كأنها عرفات * كم لأهل الهوى بها وقفات أوفقتها على بلوغ مناها ولكم للزمان بيض عطايا * حلن ما بيننا وبين الرزايا ذكرتنا بها وقوف المطايا * حبذا وقفه بتلك الثنايا صح حج الهوى بوادي صفاها لم تشب وعدنا العذارى بمطل * لا ولم نصغ في الغرام لعذل وبروض الهوى بهتان وبل * كلما مر من سحائب وصل سار سر الهوى فمزاها كم كسانا الهوى ثياب عفاف * وسقانا منه كؤوس تصاف وبعهد الصبا لأجل ارتشاف * كلما أسلف الصبا من سلاف تصقل الدهر نسمة من شذاها كم ليال بيض حبتنا صفاها * ذهبت لو تعود ما أحلاها
पृष्ठ 26
أججت في الحشا لظى ذكراها * أين أيام رامة لا عداها مدمع العاشقين بل حياها ذاك دهر للعيش فيه بعثنا * ومن البؤس كم به قد أغثنا ولهونا به وكم قد عبثنا * دهر لهو كأننا ما لبثنا فيه إلا عشية أو ضحاها بالنوى يأمر الغرام وينهى * في قلوب لها الحوادث تنهى كم روت ألسن الصبابة عنها * ما لنا والنوى كفى الله منها أي نكر أتت به كفاها كم من النائبات لذنا لواذا * بالأسى إذ نأوا ورمنا معاذا فاغتدى القلب في نواهم جذاذا * حيث بتنا شتى المغاني وما ذا أنكر الدهر من يد أسداها كم جنيتم يوم الرحيل ذنوبا * كم جلبتم لكل صب خطوبا كم تركتم في كل قلب شعوبا * يا أخلاي لو رعيتم قلوبا جد جد الهوى بها فابتلاها طالما أضرمت بنار هواكم * وبراها يوم التنائي جفاكم فوهت بالأسى لطول عناكم * أنصفوها من جور يوم نواكم حسب تلك الأكباد جور جفاها كم سقتنا خمر الصبابة صرفا * كل عذراء فاقت الظبي طرفا قل لمن رام من أميمة عطفا * عمرك الله هل تنشقت عرفا من دمى الحي أو وردت لماها
पृष्ठ 27
أفهل لوعة لك الحب أنهى * أم تعرفت للصبابة كنها أم سألت الغيد الأوانس عنها * أم لمحت القباب أم شمت منها تلكم الومضة التي شمناها رحلوا والزمان لو لم يخنهم * عن ربوع زهت بهم لم يبنهم ونأوا لا ترى سوى النؤى منهم * خبرينا يا سرحة الواد عنهم أين ألقت تلك الظعون عصاها أيها القوم إن حفظتم ذماري * وعرفتم للجار حق الجوار فاطلبوا عند غيدهم أوتاري * يا لقومي ما دون ورامة ثاري فاسألوا عن دمي المراق دماها وأسرعوا للتراث بعد أناة * يا سراة الوغى وأي سراة وخذوا الثأر من جفون فتاة * إن حتف الورى بعين مهاة لا تخال الحمام إلا أخاها إن أطالت بالهجر في جفانا * فالهوى للكرام يولي الهوانا وإن أزداد في هواها جوانا * ما على مثلها يذم هوانا وعلى مثلنا يذم قلاها خلياني وزفرتي وحنيني * واتركاني بلوعتي وأنيني كدت أقضي بالعذل في كل حين * يا خليلي والخلاعة ديني فاعذرا أهلها ولا تعذلاها كم قلوب أوهى الغرام وأزعج * وبها أوقد الضرام وأجج أفهل من مضابق الصد منهج * إن تلك القلوب أقلقها الوج د وأدمى تلك العيون بكاها
पृष्ठ 28
كم أسالت لها الصبابة طرفا * ولها أرغمت يد البعد أنفا فرويدا يا لائمي وعطفا * ولا تلوما من سيم في الحب خسفا إنما آفة القلوب هواها أبدل الهجر حلو عيشي بمر * وسقاني على النوى كأس صبر لا تسلني عن صفو أنكد دهر * أي عيش لعاشق ذات هجر لا يزال الحمام دون حماها بي عهود كانت من الخلد روضا * وبها العيش كان بالغد غضا وزمان فيه لو العيش يقضى * اي عيش للسالفين تقضى كان حلو المذاق لولا نواها فالليالي وضمنها آمال * تارة منحة وأخرى وبال وبأخرى قبح وأخرى جمال * هي طورا هجر وطورا وصال ما أمر الدنيا وما أحلاها إن زمتنا بغضاء دهر بغيض * ببعاد عن ذات طرف غضيض فغدونا منها كجفن مريض * كم ليال مرت بلمياء بيض كان يجني النعيم من مجتناها هي أجرت دمعي ولم تدر أني * جامد الدمع والتثبت فني أنا طود رساسل الخطب عني * كان أنكى الخطوب لم يبك مني مقلة لكن الهوى أبكاها كنت لم أصغ للغرام بسمعي * وفؤادي لم يرم منه بصدع
पृष्ठ 29
يا أخا الحب والتجلد طبعي * لو تأملت في مجامد دمعي لتعجبت من أسى أجراها أنا غوث العلى بي المجد قد قر * أنا طود الوغى إذا طودها فر أنا قطب الهيجاء في ملتقى الكر * أنا سيارة الكواكب في الحر ب فأنى يعده علي سهاها كم صروف للنائبات شداد * رائحات على الأنام غواد ولكم سومت كخيل طراد * كل يوم للحادثات عواد ليس يقوى رضوى على ملتقاها كم خطوب للدهر لا تتجلى * وذنوب عن نهجها النسك ضلا إن عدت فضل من دنا فتدلى * كيف يرجى الخلاص منهن إلا بذمام من سيد الرسل طه أفهل طائل المديح موف * مدح من عنه قاصر كل وصف ملجا الخاطئين أمنع كهف * معقل الخائفين من كل خوف أوفر العرب ذمة أوفاها ليس يعدو فعل الورى ناظريه * مفرد جمعها عيال عليه علم عود كل علم إليه * مصدر العلم ليس إلا لديه خبر الكائنات من مبتداها كل عن كنه ذاته كل نبل * وتحامى عن دركه كل عقل ملكت كفه الوجود ببذل * ملك يحتوي مما لك فضل غير محدودة جهات علاها
पृष्ठ 30
رب جود أغنى الوجود جداه * وعلى طالت السماء سماه إنما كوثر الجنان يداه * لو أعيرت من سلسبيل نداه كرة النار لاستحالت مياها إن عفو الاله عنه روته * مكرمات للفضل طرا حوته وعذاب الجحيم عنا طوته * هو ظل الله الذي أو آوته أهل وادي جهنم لحماها جل رب أبان ما لم يبنه * بنبي فيض الهدى فاض عنه فهو والرسل بالعلى لم يزنه * علم تلحظ العوا لم منه خير من حل أرضها وسماها ملك دون فخره كل فخر * أمره نافذ بحشر ونشر كم بنهي منه انتهى صرف دهر * ذاك ذو إمرة على كل أمر رتبه ليس غيره يؤتاها ذاك أدنى الورى من الله قربا * ذاك أسمى من السماوات كعبا ذاك ليث لكنه الغيث سكبا * ذاك أسخى يدا وأشجع قلبا وكذا أشجع الورى أسخاها فلك أنجم العلى تتحلى * فيه والكون في سناه تجلى مبتدى العلم منتهاه محلا * ما تناهت عوالم العلم إلا وإلى ذات أحمد منتهاها خاتم الرسل علمها فض عنه * مبدء الفيض فضلها من لدنه فإذا الكون كله لم يزنه * أي خلق لله أعظم منه
पृष्ठ 31
وهو الغاية التي استقصاها إن ربا أولاه أعظم من * وحياه بكل حسنى وحسن هو مذ شاء خلق إنس وجن * قلب الخافقين ظهرا لبطن فرأى ذات أحمد فاجتباها لم يسم مثل فضله الكون سوما * لا ولا حام حوله الرسل حوما من يمين الاقدار كم فلك قوما * من ترى مثله إذا شاء يوما محو مكتوبة القضاء محاها موضع السر بالهدى خير مسل * ألهم الوحي قبل أن يتنزل وحوى كل مجمل ومفصل * ذات علم بكل شئ كان ال - لوح ما أثبتته إلا يداها ضمنت منه طيبة خير رمس * مستجارا أمسى إلى كل نفس إن بدرا به سما كل شمس * لست أنسى له منازل قدس قد بناها التقى فأعلى بناها عرشها كم أظل من ملكوت * جلل العرش منه في جبروت وحوى فتية كرام نعوت * ورجالا أعزة في بيوت أذن الله أن يعز حماها فازتا الله من بهم قد تولى * أي فوز ومن عداهم تخلى هم ونور في الطور منهم تجلى * سادة لا تريد إلا رضا ال - له كما لا يريد إلا رضاها قد براهم مكون الأكوان * زينة للوجود والامكان
पृष्ठ 32
جل رب نائي المدى متداني * خصها من كماله بالمعاني وبأعلى أسمائه سماها بهم المعجزات زادت بروزا * بعد ما كان كنزها مكنوزا فئة للغيوب حلت رموزا * لم يكونوا للعرش إلا كنوزا خافيات سبحان من أبداها هم كنوز العلم الإلهي عج بي * لحماهم ففيه تنفيس كربي هم وعاء الاسرار للغيب تحبي * كم لهم السن عن الله تنبي هي القلام حكمة قد براها هم ليوث للحتف بالرعب تردى * وغيوث راحاتها الدهر تندى هم عقول تهدي الأنام لرشد * وهم الأعين الصحيحات تهدى كل عين مكفوفة عيناها هم نجوم للنجم فيها اهتداء * وشموس للشمس فيها لقتداء كم بأبنائها أتت أنبياء * علماء أئمة حكماء يهتدي النجم باتباع هداها أنجم الفضل أشرقت في سماهم * وبدت شمسه بأفق علاهم واحتمى العلم والعلى بحماهم * قادة علمهم ورأى حجاهم مسمعا كل حكمة منظراها أنا في جنة تحصنت في الذر * بلائي لآل طه وحيدر فإذا الكون كله جاش بالشر * ما أبالي ولو أهليت على الأر ض السماوات بعد نيل ولاها
पृष्ठ 33
هم شموس بنت على النجم مغنى * وبدور جلت عن الدهر دجنا لا تبارى سنا وفضلا ومنا * من يباريهم وفى الشمس معنى مجهد متعب لمن باراها ملكوا الكائنات عرضا وطولا * مثلوا في الثرى لكي تزولا سبقوا الرسل أجهدوها وصولا * ورثوا من محمد سبق أولا ها وحازوا ما لم تحز أخراها صاغه الله رحمة للتفضل * وحساما دم الضلال به طل خاتم الرسل ما تشاء به قل * آية الله حكمة الله سيف ال - له والرحمة التي أهداها مرسل معجزاته خالدات * نيرات السما لها حاسدات وسماواتها له ساجدات * أريحي له العلى شاهدات إن من نعل أخمصيه علاها قمر مشرق بأفق علاء * في سماء الهدى بأبهى سناء قد سمى كل نير بضياء * نير الشكل دائر في سماء بالأعاجيب تستدبر رحاها هو روح للعلم والعلم جسم * وهو مبدي لكل فضل وختم رشحه الغيث وهو للفيض يم * فاض للخلق منه علم وحلم أخذت عنهما العقول نهاها فلك قد سمى على العرش مرسى * واستطارت به النبوة أنسا فأجارت به الولاية نفسا * واستعارت منه الرسالة شمسا
पृष्ठ 34
لم يزل مشرقا بها فلكاها غرس الحب في رياض اختبار * من محب حبيب أكرم بار فجنى منه قرب أي جوار * حي ذاك المليح أي ثمار من حبيبية الاله اجتناها جاء بالمعجزات في أفعال * أيدتها آياته بمقال وصفات قد أعذرت كل غال * ما عسى أن أقول في ذي معال علة الكون كله إحداها غمرت في نداه سبع شداد * ومن الأرض مثلها في عداد فجميع الأكوان ضيف جواد * كم على هذه له من أياد ليست الشمس غير نار قراها كم لجدواه من عميم امتنان * في الورى عم كل ناء ودان فالورى ضيفه بكل مكان * وله في غد مضيف جنان لم يحل حسنها ولا حسناها كل شئ بجوده أغناه * إذ أفاضت ندا عليه يداه فالغنى لم يزل فقير نداه * كيف عنه الغنى بجود سواه وهو من صورة السماح يداها بنداه الأكوان منغمرات * والوجودات كلها خضرات فالغوادي إليه مفتقرات * أين من مكرماته معصرات دون أدنى نواله أنداها كان هذا الملا خلاء وفضلا * من وجود فعاد بالجود وصلا
पृष्ठ 35
ومن العلم حيث قد كان محلا * ملأت كفه العوالم فضلا فلهذا استحال وجه خلاها باسمه يرزق الاله ويثري * وبه يذهب السقام ويبري سيف حتى للحق مشهور ذكر * بأبي الصارم الإلهي يبري عنق الأزمة الشديد براها كم أراشت منه يد الرشد سهما * أو سعت فيه الضلالة كلما مذ رأته أمضى من السيف عزما * جاورته طريدة الدين علما أنه ليثها الذي يرعاها غر آيات فضله محرزات * كسواها لو أنها موجزات ولكم وهى أنجم بارزات * نطقت يوم حملة معجزات قصر الوهم عن بلوغ مداها جاءت الرسل بالبشارة دهرا * قبله فيه والثرى فاح عطرا ومذ الكون عمه الله بشرا * بشرت أمه به الرسل طرا طربا باسمه فيا بشراها إن أتت دورة زهت بشمول * للمزايا وأطربت كشمول (1) لم تزل غب سرعة أو لطول * تلتقي كل دورة بر سول أي فخر للرسل في ملتقاها صدق الرسل منه فعلا وقولا * وهو أحيا آثارهم منه طولا
पृष्ठ 36
فنما الفخر فيه حولا فحولا * كيف لم يفخروا بدولة مولى فخر الذكر باسمه وتباهي حاز فضلا أدناه لا يتأنى * لأولي العزم أين منه ابن متى (1) والذي خصه بأشياء شتى * لم يكن أكرم النبيين حتى علم الله أنه اتقاها كم بتقوى سمى النبيين ذكرا * وشأى العالمين بالعلم قدرا فلعلياه يخضع الدهر قسرا * ولتقواه تنثني الرسل حسرى حيث لا تستطيع نيل ذراها مرسل كل مرسل فيه بشر * وبه بارئ البرية أخبر ولكم حين خلق آدم والذر * نوهت باسمه السماوات والأر ض كما نوهت بصبح ذكاها هو نور منه الحجى ولدته * كل نور وللسنا هو كنه روت الكتب والنبيون عنه * وبدا في صفائح الصحف منه بدر إقبالها وشمس ضحاها صان سرا وغيره لم يصنه * فيه دان الاله من لم يدنه فغدت تأخذ الفواضل منه * وغدت تنشر الفضائل عنه كل قوم على اختلاف لغاها شكل الرسل شخصه تشكيلا * للبرايا ووصفه تمثيلا
पृष्ठ 37
فترجوه للضلال مزيلا * وتمنوه بكرة وأصيلا كل نفس تود وشك مناها ومذ الحق فيه أشرق ملكه * وبه الدين قد تنظم سلكه كل شئ قد انجلى فيه شكه * وتنادت به فلاسفة الكه - هان حتى وعى الأصم نداها ذات قدس ليس الثنا يكفيها * لا ولا العالمون مدحا تفيها بل ولا الأنبياء مع من يليها * وصفوا ذاته بما كان فيها من صفات كمن رأى مرآها بسناه حوالك الدهر حالت * وبه ظلمة الضلالة زالت رب فيض منه العوالم زالت * طربت لاسمه الثرى فاستطالت فوق علوية السماء سفلاها أسفر الحق إذ تحقق ظن * لظهور منه أتى فهي إذن وحبى الكون منه فضل ومن * ثم أثنت عليه إنس وجن وعلى مثله يحق ثناها بث فيه الضلال مولاه بتا * بعد ما كان ناتئ العرق ثبتا (1) فالورى قبله وقد زدن مقتا * لم يزالوا في مركز الجهل حتى بعث الله الورى أزكاها كان إذ لم يكون الله نفسا * ولهذا الأكوان لم تر همسا
पृष्ठ 38
وصباح الوجود قد كان ممسى * فأتى كامل الطبيعة شمسا تستمد الشوس منه سناها فأضائت كواكب منه زهر * وهي اثنان كالبروج وعشر فجلى ليل مكة منه بدر * وإلى فارس سرى منه سر فاستحالت نيرانها أمواها ولقد حان هلكها فيه وقتا * حيث ظلت وزادها الغي بهتا ولكن بت عزها البغي بتا * وأحاطت به البوائق حتى غاض سلسالها وفاض ظماها تلك آياته مدى الدهر تترى * طبقت جملة البسيطة مسرى تحت الشام والعراق ومصرا * وأقامت في سفح إيوان كسرى ثلمة ليس يلتقي طرفاها كم أبانت عن الاله علوما * وأطاشت من الضلال حلوما ورمت ماردا فأضمت مشوما * وتهاوت زهر النجوم رجوما فانزوى مارد الضلال وتاها فاغتدى كل ضلال بشعب * والشياطين قد توارت بحجب كلما أرصدت لرجم بشهب * رميت منهم القلوب برعب دك تلك الجبال من مرساها نير قد أضاء في كل قطر * بسنالا يغيب في كل عصر وبه زال كل غي وكفر * وانمحت ظلمة الضلال ببدر كان ميلاده قران انمحاها
पृष्ठ 39
ومليك الرشاد ساد بحكم * وفؤاد الأعداء خيط بسهم وارتمت أربع الضلال بهدم * فكان الاشراك آثار رسم غالها حادث البلا فمحاها وتلافي الاله مثلا بمثل * عز رشد بذل غي وجهل فكأن الصلبان أو صال نبل * وكأن الأوثان أعجاز نخل عاصب الريح هزها فرماها ملا الأرض والسماوات نورا * وعن الدين كم جلى ديجورا فبسيط الثرى يميد حبورا * ونواحي الدنيا تميس سرورا كغصون مر النسيم ثناها كم جموح قد عاد طوع يديه * ورميم في الرمس فاه لديه وسلام أهدى السلام إليه * سيد سلم الغزال عليه والجمادات أفصحت بنداها عرش مجد علياوه قد تسنت * ذروة العلم وهي للعلم سنت باسمه خرد الفضائل غنت * وإلى نشره القلائس حنت (1) راقصات ورجعت برغاها (2) معجزات شأو المعاجز فاقت * أحيت الرشد والضلال أماتت كيف تفنى إذا المعاجز ماتت * وإلى طبه الإلهي باتت
पृष्ठ 40
علل الدهر تشتكي بلواها فالليالي لم تشك إلا لديه * حيث قد عولت بضر عليه ملك والزمان طوع يديه * كيف لا تشتكي الليالي إليه ضرها وهو منتهى شكواها نور حق جلى عن الحق عينا * بسنا لم يجد له الدهر بينا كم به وفت الرسالة دينا * وبه قرت الغزالة عينا بعد ما ضل في الربى خشفاها حر العز والعلا مغناه * توج السبعة الشداد علاه هو عرش للكبرياء بناه * من لشمس الضحى بلثم ثراه فتكون التي أصابت مناها من سناه صبح الهدى قد تنفس * بل من جوده الوجود تأسس ممكن كل ممكن فيه يحرس * جاء من واجب الوجود بما يس (1) تصغر الممكنات أن يغشاها شاد بيتا علاه بالعرش متا * بيد بتت الحوادث بتا (2) كم لعلياه مع مكارم شتى * سؤدد قارع الكواكب حتى جاوزت نيراته جوازها عم نفعا حسامه ويداه * تلك تحيى وذا يميت شباه
पृष्ठ 41
فهو ذو حالتين مهما تراه * بأسه مهلك وأدنى نداه منقذ الهالكين من بأساها ذو نوال على العلا حام حوما * ومعال ما خالطت قط لوما رب فيض كفى وما كف يوما * كم سخى منعما فأعتق قوما وكذا أشرف الطباع سخاها هو بحر وغيره شبه آل * ليس يروى من الظما ببلال (1) وهو بالغيث فيضه متوال * كم نوال له عقيب نوال كسيول جرت إلى بطحاها ملك الدهر كم بحل وربط * نظم الكون نظم عقد بسمط إن بقبض ساس الوجود وبسط * إنما الكائنات نقطة خط بيديه نعيمها وشقاها من شذاه أحيى البرية ضوع * وأمات الردى لماضيه روع ذو هبات من فيضها الكون نوع * كلما دون عالم اللوح طوع ليدي فضله الذي لا يضاها ذو أياد أضحى لها الكون ضيفا * وظبا يقظة ترو وع وطيفا كم له كالأفلاك كما وكيفا * هم قلدت من الله سيفا ما عصته الصعاب إلا براها ذو معال به العلوم أمأنت * ونوال جدواه بالكون منت
पृष्ठ 42