सभ्यता के लिए नींव: जिरार्ची और समझौता और गणराज्य
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
शैलियों
السبب الثاني لنجاحها العالمي هو سهولة نشرها لكل أنواع المجتمعات من خلال النخبة المثقفة العلمانية. كثير من المنظرين لاحظوا الدور الريادي للمفكرين والمهنيين في نشر القومية العلمانية وفكرة الأمة الجمهورية المرتبطة بها، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى أنها تقدم بيئة مواتية لطموحاتهم ومواهبهم التي لم تظهر المجتمعات التقليدية أي اهتمام أو استخدام لها. إلا أن العملية الفعلية المتمثلة في «وضع الأيديولوجية» للأمة الجمهورية العلمانية من خلال التحديد المميز لمثلها المميزة المتمثلة في الاستقلال والوحدة والهوية وتكوين نموذج جاهز يمكن نقله؛ كانت هي أساس الدور التحويلي الذي لعبه كل من القومية العالمية وناقليها الرئيسيين المتمثلين في النخبة المثقفة في تحديث المجتمعات. وفي تلك الأثناء، أصبحت أيديولوجية «القومية» منفصلة عن أشكال تاريخية معينة من المجتمع القومي، بما في ذلك الأمة الجمهورية نفسها في نهاية المطاف.
39
رغم ذلك كله، يجب أن نتذكر أن هذه الأيديولوجية الجمهورية كانت مجرد نوع من أنواع القوميات الحديثة، وأنها قدمت نوعا واحدا فحسب من النماذج القومية، وعلى الرغم من نجاحها، فإنها لم تكن خالية من المشاكل والنواقص. وفي هذا الصدد، كان من الممكن أن تقدم قوميات العهد القديمة بديلا لها. وحتى الأيديولوجية غير المفصلة المتمثلة في الأمة الهرمية، كان من الممكن تبنيها في مجتمعات سياسية في العالم الحديث. وهنا تكمن أسباب الاختلاف والصراع، وهذه البدائل الحديثة هي ما ألتفت إليه في الفصل الأخير من الكتاب.
الفصل السابع
مصائر بديلة
عندما اقتطعت القوى العظمى من الإمبراطورية العثمانية مملكة هيلينية صغيرة على الأراضي اليونانية عام 1832، عززتها بملك بافاري ومستشارين ألمانيين، وتوقعت منها أن تتبع النموذج الغربي المتمثل في الاندماج الفريد بين الدولة والأمة المفترض أنه يميز المجتمعات المتحضرة. ولم يخب أمل تلك القوى العظمى في البداية. منحت الدولة الجديدة دستورا، وحريات مدنية، وبرلمانا، بالإضافة إلى المؤسسات الأساسية الأخرى للدول، ومن ذلك التبعية للكنيسة الأرثوذكسية التي أصبحت منفصلة عن بطريركية القسطنطينية . كانت المواطنة والتعليم العلماني وحكم القانون، ولو نظريا على الأقل، هي السمات الأساسية لما كان فعليا أمة جمهورية. بالإضافة إلى ذلك، كانت أيديولوجية الدولة وبرنامجها الأساسيان نوعا من القومية الجمهورية التي كان من المفترض أن تترجم إلى سياسات عملية رؤية التنوير التي تبناها قادة النخبة المثقفة اليونانية، من ريجاس فالستنليس إلى أدامانتيوس كورائيس، وهي رؤية اعتبرها المثقفون اليونانيون مأخوذة من إنجازات أسلافهم البطولية في أثينا القديمة. ونرى هذه الرؤية موضحة بجلاء في كل من خريطة اليونان التي رسمها ريجاس، وفي دستور عام 1797 الذي وضعه لجمهورية هيلاس التي اقترحها، وأعلن فيه مساواة كل المواطنين قائلا:
الناس المتمتعون بالسيادة هم كل أناس هذه الدولة دون تمييز بسبب الدين أو اللهجة، يونانيين، وبلغاريين، وألبانيين، وفلاخيين، وأرمن، وأتراكا، وكل عرق آخر.
1
إلا أنه، منذ البداية، لم يتشارك الجميع هذه الرؤية. وبينما استطاعت الدولة اليونانية الحديثة، ولا شك، بدعم من القوى العظمى، تقديم إطار سياسي ومجموعة من المؤسسات للأمة اليونانية الحديثة التكوين، كانت نخبها عاجزة عن بث الروح الهيلينية والرؤية التنويرية بين غالبية السكان الناطقين باليونانية. لم يتبن السكان الناطقون باليونانية الأيديولوجية القومية الجمهورية التي تبنتها نخب المهنيين والتجار، ولم يقبلوا علمانيتهم المتزمتة، وبالتأكيد، لم يقبلوا شغفهم بالتعليم الكلاسيكي. لم يكن هذا الأمر مسألة طبقة أو مصلحة اجتماعية، أو حتى افتقار إلى القدرة على القراءة والكتابة والتعليم على الرغم من أهمية تلك الأمور، ولم يكن الأمر مجرد جهل بالتراث الكلاسيكي المجيد، أو عجز عن تقدير فوائد الحضارة الغربية؛ فالواقع أن الفلاحين والرعاة وقطاع الطرق في موريا وروملي - الذين كان لزاما أن يعبئوا لمقاومة العثمانيين، وأن يمثلوا بعد ذلك السواد الأعظم من مواطني الدولة الجديدة - كانت تلهمهم مثل ورؤى بديلة، حتى إن مصالحهم وهوياتهم لم تكن محلية على نحو صرف. وما حدث أنهم، بوصفهم مسيحيين أرثوذكسيين يونانيين، ثاروا على الطغاة العثمانيين المسلمين؛ وأنهم، بوصفهم متحدثين باليونانية من بين أتباع المذهب الأرثوذكسي، كان من الواجب تعبئتهم ودمجهم في مملكة يونانية معبأة على هذا النحو للتوسع من أجل تحقيق ذلك ؛ ومن ثم، فمنذ البداية، واجهت الرؤية الهيلينية التي تبنتها النخبة المثقفة وطبقات التجار تحديا فرضته المثل المنافسة التي تبناها شعب الأمة نفسه الذي تأسست الدولة القومية الجديدة وأيديولوجيتها باسمه.
2
अज्ञात पृष्ठ