सभ्यता के लिए नींव: जिरार्ची और समझौता और गणराज्य
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
शैलियों
لعل أشهر التجديدات الكثيرة التي أجريت للعهد كانت اتفاقية التحالف والعهد الوثيقين التي كانت جزءا من معاهدة عقدت مع البرلمان الإنجليزي عام 1643 أثناء الحرب الأهلية، للحفاظ على الدين المصلح «وفقا لكلمة الرب والأمثلة الخاصة بأفضل الكنائس المصلحة.» وكان السبيل لتحقيق ذلك من خلال القضاء على ممارسات البابوية والأسقفية، والحفاظ على السلام بين اسكتلندا وإنجلترا، وإقرار الطرفين بعيوبهما والإعراب عن رغبتهما في إصلاح حياتهما. في أواخر القرن السابع عشر، أصبح الملك ملتزما بعهد قومي مزدوج بين الرب والشعب وبين الملك والشعب، كما هو مبين في العهد القديم.
31
كانت عملية الإصلاح أكثر تعقيدا في الجنوب؛ فالأمر الذي بدأ بخلاف متعلق بزواج الملك هنري الثامن، سليل أسرة تيودور الحاكمة في إنجلترا، تفاقم في منتصف ثلاثينيات القرن السادس عشر ليصل إلى انفصال المملكة الإنجليزية انفصالا تاما عن روما، وتنصيب الملك هنري الثامن لنفسه حاكما أعلى لكنيسة إنجلترا. ورغم ذلك، لم يكن الملك هنري الثامن بيوريتانيا؛ فهو على أي حال قد كتب كتابا يدافع فيه عن الإيمان (الكاثوليكي). كان دين هنري تأكيدا للسيادة الملكية، السياسية والاقتصادية، من خلال إثراء التاج عن طريق حل الأديرة. وفي الواقع، شهدت سنوات هنري الأخيرة محاولة من جانبه لاختيار طريق محافظ إلى حد بعيد في مواجهة الشعور البروتستانتي المتزايد، وإن كان خفيا في أغلب الأحيان.
في عهد ابنه إدوارد السادس، ذلك الملك الصبي الذي تلقى تعليما بروتستانتيا وشبهه الكثيرون بالملك يوشيا ملك يهوذا، تمكن المصلحون أمثال كرانمر من القضاء على الكثير من الطقوس الكاثوليكية وأحلوا محلها كتابهم المعروف باسم كتاب الصلاة المشتركة المصلح المكتوب بالعامية عام 1552، على الرغم من أن ذلك لم يخل من معارضة شعبية في أجزاء من إنجلترا. وبهذه الطريقة، أصبحت إنجلترا لبعض الوقت جزءا من الحركة البروتستانتية الأوروبية، وملاذا للاجئين البروتستانت. والعودة إلى الكاثوليكية في عهد ماري وحملات اضطهاد الأقلية البروتستانتية في ذلك الوقت كانت أساس الشعور بأن إنجلترا مملكة بروتستانتية محاصرة، وتلخص ذلك الأمر في صلاة مكتوبة في منشور مجهول المؤلف يعود لعام 1554:
يا إلهي، دافع عن شعبك المختار - شعب إنجلترا - من أيدي أعدائك الكاثوليك وقوتهم.
إلا أن يأس الذين نفتهم الملكة ماري وازنه اعتقاد ديني راسخ يقضي بأن إنجلترا لها هوية ورسالة فريدة حتى إن جون إلمر، الذي أصبح أسقف لندن فيما بعد، تمكن من إدخال تعبير هامشي عام 1559 يقول إن: «الرب إنجليزي.»
32
بالطبع، كانت تلك هي السنة التي عقدت فيها تسوية إليزابيث الدينية التي شهدت عودة المنفيين. وكان من بين هؤلاء المنفيين جون فوكس الذي نشر عام 1563 الطبعة الأولى من كتابه البالغ التأثير «الأعمال والآثار»، المعروف عموما ب «كتاب الشهداء»، ذلك الكتاب التي كانت شعبيته في إنجلترا تحتل المرتبة الثانية بعد الكتاب المقدس. وعلى النقيض من تفسير قديم رأى أن هذا الكتاب عمل تقليدي للقومية الدينية الإنجليزية تصور فوكس فيه إنجلترا على أنها «الأمة المختارة»، فإن المؤرخين المحدثين أشاروا إلى الطبيعة العالمية لسجله الرؤيوي للشهداء البروتستانت، وهذا يليق بعمل من أعمال حركة الإصلاح البروتستانتي الأوروبية. وفي الوقت نفسه، أفرد فوكس مساحة كبيرة للحديث عن معاناة الشهداء البروتستانت الإنجليز على خلفية الصراع البروتستانتي ضد البابوية التي تمثل «ضد المسيح». ويرى الكثيرون في إنجلترا أن هذه هي أبرز سمات عمله، وكما يقول ديرميد ماكولوك فقد: «أصبح الكتاب الهائل الذي ألفه فوكس ووسعه مرارا وتكرارا إحدى ركائز الهوية البروتستانتية الإنجليزية؛ فهو تذكرة قوية بالطابع النضالي للإصلاح الإنجليزي.»
33
في الحقبة الأخيرة من عهد الملكة إليزابيث، خلقت سلسلة من المؤامرات الكاثوليكية التي استهدفت الملكة، وكان آخرها محاولة الغزو من قبل الأسطول الإسباني المعروف باسم أرمادا عام 1588؛ بيئة مواتية إلى حد بعيد للأقلية البيوريتانية التي أصبحت بدورها أكثر كالفينية في توجهها وتنظيمها. واستمر قادة تلك الأقلية في تعزيز اعتقاد أن إنجلترا أصبحت أمة «مختارة»؛ ولذلك تخبرنا أطروحة «الوعظ الإلهي» لجون فيلد عام 1583 أن «الرب منحنا نفسه»، في حين تعلن أطروحة «رد على خطاب السيد هاريسونز» لتوماس كارترايت أن «الرب على عهد مع الشعب الذي يعطيه ختوم عهده (أي أسرار عهده المقدسة)» مثلما «فعل مع جماعاتنا في إنجلترا.»
अज्ञात पृष्ठ