सभ्यता के लिए नींव: जिरार्ची और समझौता और गणराज्य
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
शैलियों
17 (4) الاستثناء الروسي
تعود سلالة روسيا الموسكوفية، التي تعتبر فرعا من بيزنطة وخليفتها الروحية، إلى روس الكييفية؛ تلك الدولة الإقطاعية التي تأسست في القرن التاسع على يد خليط من كبار لوردات ريوريكيد الإسكندنافيين والفلاحين السلاف، والتي استلهمت من بيزنطة مبدأ الهرمية المسيطر وتعريفها الأيديولوجي لذاتها. وفقا للسجل التاريخي الروسي الأساسي («قصة السنين الغابرة»، المؤلف عام 1115 تقريبا)، فإن اعتناق فلاديمير الأول المسيحية الأرثوذكسية عام 988 كان سببه الإعجاب الروسي بجمال الليتورجية والطقوس الأرثوذكسية، على الرغم من أن الأمور الجغرافية السياسية والتجارة كانت على الأرجح أكثر حسما. ورغم ذلك، دعمت الرمزية الأرثوذكسية قوة كبار دوقة كييف، وساعد الطقس الأرثوذكسي تدريجيا في توحيد المجتمع الروسي، في حين أن عقيدة المعاناة والفداء المسيحية سريعا ما اندمجت مع الاعتقاد القوي بالاختيار العرقي. يرى مؤلف السجل التاريخي الروسي الأساسي وهو يكتب عن معاناتهم في عام 1093 أن الرب اختار الشعب الروسي، لكن الشعب الروسي أخطأ؛ ولذلك خضع للتطهير من خلال الهزيمة والأسر:
لقد أطلق علينا غضبه أكثر من أي وقت مضى؛ لأننا على ما نحظى به من تفضيل عن غيرنا، فقد ارتكبنا خطيئات تفوق ما ارتكبه غيرنا، ولأننا على الرغم من كوننا أكثر استنارة من البقية، نظرا لمعرفتنا بإرادة الرب، فقد ازدريناها وازدرينا كل ما هو جميل؛ فحق علينا عقاب لم ينزل بالآخرين.
هذه العقيدة الأرثوذكسية المتمثلة في معاناة الجماعة العرقية وخلاصها امتدت إلى الريف على يد حركة الرهبنة التي قادها تبشيريون مثل القديس سرجيوس والقديس إسطفانوس في القرن الرابع عشر، اللذين مثل مسعى حياة القديسين بالنسبة إليهما مثالا روسيا خالصا، وغطاء للاتحاد الناشئ بين الكنيسة الأرثوذكسية وسلطة السلالة الحاكمة المتمركزة حاليا في دوقية موسكو الكبرى؛ ذلك لأن سقوط القسطنطينية في القرن التالي شجع على تكوين اتحاد أكثر وثاقة بين الدولة والكنيسة، بالإضافة إلى تعزيز فكرة أن روسيا هي المعقل الأخير للإيمان الحقيقي؛ لذلك، في اللحظة التي اكتسبت فيها الكنيسة الروسية مكانة الكنيسة القومية المستقلة، أصبح المجتمع الديني مطابقا للمجتمع السياسي، وراحت الدولة تتحول بمعدل مطرد إلى دولة أوتوقراطية وهرمية، وتبنى حكامها على نحو واع ألقابا بيزنطية مثل «أوتوقراط» و«قيصر»، بالإضافة إلى تبني مراسم ورموز البلاط البيزنطي، مثل النسر البيزنطي المزدوج الرأس.
18
في ظل هذه الظروف، لم يكن متوقعا إلا ضرورة أن يسفر المعتقد الديني عن معتقد سياسي. وفي المجلس الكنسي - الذي عقد عام 1504 - أكد الأباتي جوزيف أحد رهبان دير فولوكولامسك مبدأ أوتوقراطية وسيادة القيصر الذي يتسلم صولجانه من الرب. إلا أن مفهوم روسيا الأرثوذكسية بصفتها «روما الثالثة» صيغ في تعبير كلاسيكي في خطاب يعود لعام 1506 بعثه الأباتي فيلوثياس أحد رهبان دير بسكوف إلى الحاكم فاسيلي الثالث؛ ذلك الخطاب الذي أعلن أن روما الأولى سقطت بسبب هرطقتها، وأن روما الثانية سقطت بسبب الترك الكفار، وخلص إلى التالي:
سقطت روماتان، لكن الثالثة ما زالت ثابتة المكانة؛ ولن توجد روما رابعة. لن يحصل أحد آخر على مملكتك المسيحية.
واتخذ مبدأ الهرمية أبلغ صوره في الطقس البيزنطي المعقد المتمثل في تتويج القيصر إيفان الرابع عام 1547، وكان الأساس الأرثوذكسي الخالص لهذا المبدأ واضحا في الحرب الصليبية التالية التي أعلنت على قازان التترية عام 1552. وتوج ذلك بالمجالس الكنسية مثل مجلس ستوجلاف عام 1551، الذي فرض مزيدا من الانضباط في الكنيسة، وبتأليف كتب على يد المطران مكاريوس ركزت على موضوع روما الثالثة وموضوع القيصر كحاكم للأرثوذكس؛ تلك المفاهيم التي انتشرت بين قطاعات كبيرة من الناس من خلال الطقوس الدينية اليومية والمراسم الملكية.
19
ولم يصبح تعبير «روسيا المقدسة»، الذي ينطبق على الأرض والناس، منتشرا كرمز لتقوى وورع شعب يعاني إلا في أواخر القرن أثناء وقت الأزمات (1598-1613)، لا سيما أثناء تعرض السويديين والبولنديين للغزو. إلا أن هذه الأسطورة العرقية ل «الشعب الروسي» لم تنفض عن نفسها أبدا مفهوما أكثر قوة، ألا وهو مفهوم القيصر المعصوم، أبو الشعب؛ ومن ثم لم تتخلص من أسطورة اختيار السلالة الحاكمة. وفي الانشقاق العظيم الذي حدث لاحقا في ستينيات القرن السابع عشر، بدا أن الأسطورة العرقية الروسية تصف على نحو أفضل مستوطنات المؤمنين القدامى، في حين راحت أسطورة اختيار السلالة الحاكمة تزداد انفصالا عنها، وارتباطا بالإمبراطورية الروسية الناشئة، لا سيما بعد بطرس الأكبر وخلفائه.
अज्ञात पृष्ठ