सभ्यता के लिए नींव: जिरार्ची और समझौता और गणराज्य
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
शैलियों
إن جدل الباحثين حول مملكة إسرائيل الموحدة يثير القدر نفسه من الشقاق؛ إذ يرفض بعض الباحثين هذه الفكرة باعتبارها دعاية حدثت بعد النفي البابلي، بينما بعض آخر من الباحثين على استعداد لقبول نسخة مختصرة من الرواية الواردة في سفر الملوك الأول. مرة أخرى، فالأمر المهم هو أسطورة المملكة المجيدة التالية، مملكة داود الشجاع وسليمان الحكيم، وهما المؤلفان المفترضان لكثير من المزامير والحكم. أصبحت مملكة إسرائيل الموحدة تمثل «عصرا ذهبيا»، إلا أن الانقسام المرير للمملكة الموحدة الذي حدث لاحقا إلى مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا جعل ذكراها مدعاة للحسرة. ورغم ذلك، فمنذ البداية كانت النظرة إلى الملكية في إسرائيل نظرة متناقضة - فقد كانت ترى على أنها مقدسة، بل مسيحانية، لكن في الوقت ذاته، كان يرى أن الشبهات والفساد ضاربان في جذورها، كما أجزل الأنبياء في توضيح ذلك - مثل هذا التناقض سيتكرر في الحضارة الغربية ويلازمها.
26
على الرغم من الانقسامات اللاحقة، فباختيار أورشليم عاصمة وبناء الهيكل هناك، وفر داود ومملكة إسرائيل الموحدة أساسا لنشأة الانتماءات الإقليمية وثقافة عامة مميزة ترتكز على عبادة يهوه. وفيما شهدت مملكة إسرائيل الشمالية صراعا مستمرا بين عبادة الإله بعل الفينيقية السائدة وبين عبادة يهوه، كما هو مدون في مجموعة قصص إلياس، فإن مملكة يهوذا الجنوبية الأصغر مساحة، رغم ما واجهته هي أيضا من متاعب مع العبادات الدخيلة، تمكنت من اتباع سياسة وحدة دينية أكثر اتساقا تقوم على تقديس الهيكل ومثال العهد. وحتى في هذه المملكة، لم تتمكن عملية الإصلاحات الدينية الكاملة من البدء إلا بعد دمار المملكة الشمالية على يد الإمبراطورية الآشورية عام 722 قبل الميلاد وهروب الكثير من لاجئي الشمال حاملين معتقداتهم الدينية إلى مملكة يهوذا. ومنذ عهد حزقيا في أواخر القرن الثامن وحتى عهد الملك يوشيا في أواخر القرن السابع، بدا أن مملكة يهوذا وشعبها قد أصبحوا أكثر وعيا بأنفسهم كمجتمع عرقي يعبد إلها واحدا دون إنكار إمكانية وجود آلهة أخرى، مع وجود إحساس أكثر وضوحا بالأصول والذكريات التاريخية المشتركة. ساعد على هذا التطور أربعة عوامل، هي: تأثير ملوك لينين سهلي الانقياد مثل حزقيا، وتأثير النشاط التنبئي لإشعياء وميخا وصولا إلى إرميا وحزقيال، واكتشاف سفر الشريعة في الهيكل عام 621 قبل الميلاد، والتحرير المحتمل لسفر التثنية والأسفار التاريخية. وفي المقام الأول، كان ذلك نتيجة لظهور الثقافة النصية التي انتشرت من البلاط الملكي والهيكل في العاصمة، بعد التوسيع السريع لأورشليم في أعقاب تدمير المملكة الآشورية لمدينة السامرة عام 722 قبل الميلاد وغزو سنحاريب لمملكة يهوذا عام 701 قبل الميلاد. وساعدت رغبة البلاط الملكي في استعراض القوة والشرعية من خلال تأسيس مكتبة، كتلك الموجودة في مصر وفي آشور - وما ارتبط بذلك من زيادة في معرفة القراءة والكتابة - في تدوين وتشكيل الذكريات والأساطير والتقاليد لكل من لاجئي الشمال وقبائل الجنوب في صورة تاريخ عرقي متماسك يتمحور حول العصر الذهبي لداود.
27
يعتبر كثير من الباحثين أن إصلاحات الملك يوشيا (639-605 قبل الميلاد) كانت ضرورية لتكوين الكتاب المقدس ونشأة الوعي اليهودي العرقي. على الرغم من انقسام الأثريين حول «التوافق» بين كثير من الملاحظات الجغرافية والعرقية في أسفار موسى الخمسة وتوسع مملكة يوشيا في أعقاب الانسحاب الآشوري بعد عام 628 قبل الميلاد، فالخلاف ضئيل حول أهمية حملة يوشيا الدينية ضد العبادات الأجنبية والأماكن المرتفعة («أشيرة» و«باموت»)، واكتشاف شريعة التثنية في الهيكل، والقراءة العامة لتلك الشريعة التي نظمها الملك على هذا النحو:
وصعد الملك إلى بيت الرب وجميع رجال يهوذا وكل سكان أورشليم معه، والكهنة والأنبياء وكل الشعب من الصغير إلى الكبير، وقرأ في آذانهم كل كلام سفر الشريعة الذي وجد في بيت الرب. (سفر الملوك الثاني 23: 2)
يرى ستيفين جروسبي أن هذه الأحداث تشهد على نمو إحساس بالمجتمع القومي والهوية القومية: يوجد مشاركة من عوام الناس، ونشر للثقافة العامة، والتزام بالقوانين العامة والعادات المشتركة، وارتباط متزايد بأرض مشتركة «من دان إلى بئر سبع»، التي سعى يوشيا إلى استردادها.
28
وحتى إذا قبلنا زعم جروسبي القائل بأن فكرة القومية يمكن إدراكها في هذه الفترة، فإننا نحتاج إلى توخي الحذر؛ فأولا: كان هذا الأمر على الأرجح متعلقا بالنخبة، وكان مقتصرا على أورشليم وضواحيها المتاخمة. ويكشف استمرار عبادة الأوثان في الريف حدود أي إحساس بالمجتمع القومي القائم على تعاليم دينية مشتركة. ثانيا: كان ظهور فكرة القومية لفترة قصيرة للغاية؛ فبعد موت يوشيا في إحدى المعارك عام 609 قبل الميلاد، وتهجير نخب مملكة يهوذا إلى بابل على يد نبوخذ نصر عام 597 قبل الميلاد، وأخيرا سقوط القدس عام 586 قبل الميلاد، يكاد يكون من المؤكد أن سكان الريف المتبقين استمروا في عباداتهم الوثنية السابقة. مرة أخرى، كان إحياء الإحساس بالهوية العرقية اليهودية والتوحيد الديني مقتصرا على النخب، الذين جمعوا كتابات ما قبل النفي البابلي وعدلوها في بابل، وعاد بعضهم وأعادوا بناء الهيكل في أورشليم بعد عدة سنوات من قرار التسامح الديني الذي أصدره قورش عام 538 قبل الميلاد. ومع ذلك، فإن مقاطعة يهوذا الفارسية الصغيرة والمهجورة لم تزدهر مجددا إلا من خلال تدخل نحميا كمبعوث للملك ومن خلال إصلاحات عزرا الكاتب، لا سيما حظره للزواج من السكان المجاورين. ولم يساعد في تحديد العضوية في المجتمع إلا القراءة العامة للتوراة على يد عزرا وتبجيله شريعة موسى، كما يقول بيتر أكرويد :
توجد قيود مفروضة على الزواج، ويوجد تأكيد على النقاء، وعلى تحديد المجتمع من حيث قبوله للإله؛ فالزيجات الأجنبية، ومن ثم الدين الأجنبي، يمثلان تهديدا لحياة المجتمع.
अज्ञात पृष्ठ