सभ्यता के लिए नींव: जिरार्ची और समझौता और गणराज्य
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
शैलियों
في الفصل السابق، ذكرت الاتحادات القبلية، والجماعات الدينية، والجماعات العرقية كأشكال للهويات «الثقافية» الجمعية، وذكرت الدول المدن، والممالك، والإمبراطوريات باعتبارها أشكالا للهويات «السياسية» الجمعية. والآن، في حين لعبت الدول المدن والممالك أدوارا مهمة في تكوين الأمم، لا سيما في ظهور أيديولوجيات القومية وطابعها لاحقا، فإننا في المقام الأول، يجب أن نبحث عن أصول كثير من الأمم وأسباب استمرارية هويتها القومية في الجماعات العرقية والجماعات العرقية الدينية. حتى تلك الأمم القائمة في الأصل على أساس الهويات السياسية الجمعية احتاجت إلى نوع من الأساس الثقافي يتمثل في أسطورة، وذكرى، ورمز، وتراث من أجل خلق وحدة أعمق بين شعوبها التي غالبا ما تكون متنوعة، وتكتشف هذه الأمور في الغالب في المصادر الثقافية ل «العرقيات» أو الجماعات العرقية؛ ولذلك، سوف أبدأ بالعلاقة بين الجماعات العرقية والأمم، وبعدها سأفحص دور بعض العمليات الاجتماعية والرمزية الأساسية والمصادر الثقافية للهوية القومية.
بالنسبة إلى معظم الحداثيين، لا تؤدي الروابط والهويات العرقية إلا دورا ضئيلا، أو لا تؤدي دورا على الإطلاق، فيما يتعلق بنظرية الأمم والقومية. وهذا يعكس إلى حد ما رغبتهم في عدم الخلط بين موضوع معقد بالفعل وأمور أخرى غير يقينية، لدرجة استخدام مصطلحات مثل «عرقي» و«عرقية» بطرق مختلفة للغاية. فلا يمكن اعتبار العرقية، كما هي الحال مع الأمة، من المسلمات الاجتماعية والثقافية أو من «ثوابت التاريخ». فالجماعات العرقية، رغم كل شيء، تتكون عبر عمليات التكون العرقي، مثل توحيد فئات وشبكات عرقية أصغر، وتأثيرات الغزو والاستعمار على الفئات الثقافية الموجودة من قبل، وأنشطة الطبقات المتعلمة، لا سيما الإرساليات والمثقفين، في إمداد الفئات العرقية ب «قوانينها ورموزها» المشتركة. بالإضافة إلى ذلك، لعبت عوامل خارجية دورا كبيرا في بلورة المجتمعات والشبكات العرقية التي تلت ذلك. وربما كان أبرز هذه العوامل تأثير الحروب المطولة بين الدول، تلك الحروب التي لا تزيد الحدود بين الدول ومجتمعاتها وضوحا فحسب، بل أيضا تنقل أعضاء من طبقات عرقية مختلفة وتجمعهم معا، وتمد الأفراد بالأساطير البطولية والذكريات القوية. ومن العوامل الأخرى التي تساعد في تشكيل الجماعات العرقية أثر الدين المنظم، وبصفة خاصة أنشطة رجال الدين المتمثلة في حفظ السجلات، وممارسة الطقوس، ووضع مجموعة من النصوص المقدسة ونشرها، بالإضافة إلى المنافسة بين مختلف أنواع النخب - السياسية والدينية والاقتصادية والتعليمية، وغيرها - على أهمية التقاليد الرمزية والموارد الثقافية وامتلاكها، وأيضا على الموارد التنظيمية والمادية بطبيعة الحال.
1
إلا أنه على الرغم من أهمية هذه الاعتبارات في حد ذاتها، فإن أيا منها لا يلغي الضرورة الملحة لدراسة العلاقة المحورية بين الجماعات العرقية والأمم؛ لأنه من دون محاولة فهم طبيعة الروابط العرقية وعلاقتها بالأمم، فإن فهمنا للأمم والقومية سيظل محصورا في إشكاليات الحداثة التي عددتها في الفصل السابق، وأبرزها التقييد التعسفي والتعصب العرقي غير المأخوذ في الحسبان من الأساس.
أعتقد أن باستطاعتنا تقليل بعض الالتباس الذي يكتنف مفهوم العرقية من خلال التمييز بين استخدامين حاليين؛ أحدهما ضيق النطاق، والآخر واسع النطاق. يركز الاستخدام الضيق النطاق على الأصل، الفعلي أو المفترض، ويترجم مصطلح «عرقي» بمعنى «قائم على الأصل». وعلى الرغم من أن الاستخدام الواسع النطاق ينطوي على «أسطورة» تتعلق بالسلف المشترك (الأصل المفترض في مقابل الأصل الفعلي، الروابط المحسوسة بدلا من الروابط البيولوجية)، فإنه يركز على عناصر ثقافية أخرى مشتركة: اللغة والدين والتقاليد وما شابه ذلك. وسأتبنى هنا استخداما واسع النطاق، استخداما تفهم فيه كلمة «عرقي» بمعنى أكثر اتصالا ب «العرقية الثقافية».
2
المفهوم الأساسي لفهم أصول الأمة هو ذلك المفهوم المتعلق بالجماعة العرقية أو بمصطلح «العرقية». بالتأكيد لا تنتمي كل الهويات العرقية إلى هذا النوع. على النقيض من ذلك، فإن النوع الأكثر تعددا يمكن أن نطلق عليه على الأرجح مصطلح «الفئات العرقية». وهي تصورات، غالبا ما يشكلها أفراد من خارج الجماعة؛ حيث يصنفون جماعة سكانية معينة من حيث السمات الثقافية المشتركة، التي تتمثل عادة في اللغة أو العادات أو الممارسات الدينية. وعادة ما يكون هؤلاء مجموعات سكانية متقلبة ومتغيرة لها ثقافة شفهية. ويتشارك أفراد هذه الفئات عناصر معينة من ثقافة مشتركة، وربما يتشاركون أرضا معينة، لكن من الممكن ألا يتشاركوا اسما جمعيا، أو تجمعهم أسطورة أصل مشترك، أو تجمعهم ذكريات مشتركة، وقد لا يحمل بعضهم لبعض سوى قليل من الإحساس بالتضامن، وقد لا يحمل بعضهم لبعض مثل هذا الإحساس على الإطلاق. من ناحية أخرى، فالتصنيفات الأكثر وضوحا التي يمكن أن نسميها «انتماءات عرقية» أو «شبكات عرقية» - تبنيا لعمل هاندلمان وإريكسون - أيا كان تقسيمها من الناحية الاجتماعية، تظهر أنماطا من الأنشطة والعلاقات المشتركة، وعادة ما يكون لها أيضا اسم جمعي، وأسطورة سلف مشترك، وقدر من التضامن، على الأقل بين النخب. أخيرا، توجد جماعات عرقية أو «عرقيات» تمتلك كل خصائص العرقيات، فأفرادها، علاوة على كل هذه الخصائص، توحدهم الذكريات والتقاليد المشتركة، التي غالبا ما تكون مكتوبة، وقد يظهرون قدرا كبيرا من التضامن، على الأقل بين النخب. مثل هذه «العرقيات» يمكن وصفها، وفقا للنموذج المثالي، بأنها «جماعات سكانية بشرية مسماة وتملك إدراكا محددا عن نفسها، وتتشارك أساطير عن الأصول المشتركة، وذكريات تاريخية مشتركة، وعناصر ثقافة مشتركة، وقدرا من التضامن العرقي.» وبمجرد تكونها، فإنها تصبح مرنة ومستمرة، حتى إن لم تكن مستقرة ومتجانسة كما يميل قادتها إلى تصويرها؛ لأن عضوية هذا المجتمع أيضا تراتبية ويتفاوت الأفراد في الاطلاع على الموارد النادرة المادية وكذلك الرمزية.
3
كيف ترتبط فئات «العرقية» والأمة؟ إن مقارنة السمات الرئيسية للنموذج المثالي لكل منهما تكشف قدرا من التداخل بينهما، لكنها تكشف أيضا اختلافات كبيرة جدا؛ أولا: فيما يخص السمات المشتركة، ففي كل من «العرقيات» والأمم نجد قدرا هائلا من تعريف الذات، وهذا يشمل وجود اسم جمعي، والأهم من ذلك وجود رصيد مشترك أو إرث من الذكريات المشتركة والأساطير والرموز والتقاليد التي تشمل أساطير الأصل والانتخاب العرقي، وذكريات الهجرة والعصور البطولية، ومثلا وتقاليد المصير والتضحية. أما الاختلافات فهي أكثر وضوحا. إن أفراد «العرقيات» يكون لديهم في العادة صلة، رمزية في بعض الأحيان، تربطهم بأرض معينة ربما يكونون متعلقين بها و/أو يعتقدون أنهم نشئوا منها، لكن في حالات أخرى ربما يكون كثيرون من أفرادها مشتتين في الخارج. وعلى النقيض من ذلك، فإن معظم أفراد الأمم يحتلون ويقيمون في «أوطان» تاريخية تضم مراكز معترفا بها وحدودا مرسمة بوضوح: أراضي يزعمون أنها «ملك» لهم بحق كونها منشأهم الأصلي أو بموجب التاريخ أو كليهما؛ ومن ثم يشعرون بارتباط عميق ب «مناظرها الشاعرية». ثانيا: في حين يتشارك أفراد «العرقيات» عنصرا أو أكثر من العناصر الثقافية، فإن أفراد الأمة توحدهم ثقافة عامة مميزة، تتمثل في طقوس عامة وشفرات رمزية تنتشر عبر أرجاء الإقليم من مركز واحد أو أكثر إلى أفراد المجتمع، وهذه عملية عادة ما ترعاها نخب دينية أو قضائية أو عسكرية أو تعليمية متخصصة، ويمكن أن نجدها في الأمم التي لا دول لها بقدر ما نجدها في الأمم التي لها دولها الخاصة. ثالثا: بينما يمكن أن نجد في الغالب بعض العادات المشتركة بين أفراد «العرقيات»، فإن أفراد الأمم يوحدهم كل من العادات المشتركة والقوانين العامة، المنتشرة عبر أبناء الوطن وتتزايد درجات احترام أفراد المجتمع لها، وهذه عملية عادة ما تدعمها، بل تسنها، نخب دينية وسياسية من خلال إطار عمل مؤسسي وحيد للعرف والقانون.
4
अज्ञात पृष्ठ