135

उसूल मिन काफी

الأصول من الكافي - الجزء1

शैलियों

بما خلق اكتفى، علم ما خلق وخلق ما علم، لا بالتفكير في علم حادث أصاب ما خلق، ولا شبهة دخلت عليه فيما لم يخلق، لكن قضاء مبرم وعلم محكم وأمر متقن، توحد بالربوبية وخص نفسه بالوحدانية واستخلص بالمجد والثناء وتفرد بالتوحيد والمجد والسناء وتوحد بالتحميد وتمجد بالتمجيد وعلا عن اتخاذ الابناء وتظهر وتقدس عن ملامسة النساء وعزوجل عن مجاورة الشركاء، فليس له فيما خلق ضد ولا له فيما ملك ند ولم يشركه في ملكه أحد، الواحد الاحد الصمد المبيد للابد (1) والوارث للامد، الذي لم يزل ولا يزال وحدانيا أزليا، قبل بدء الدهور وبعد صروف الامور، الذي لا يبيد ولا ينفد، بذلك أصف ربي فلا إله إلا الله، من عظيم ما أعظمه؟! ومن جليل ما أجله؟! ومن عزيز ما أعزه؟! وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

وهذه الخظبة من مشهورات خطبه (عليه السلام) حتى لقد ابتذلها العامة (2) وهي كافية لمن طلب على التوحيد إذا تدبرها وفهم ما فيها، فلو اجتمع ألسنة الجن والانس ليس فيها لسان نبي على أن يبينوا التوحيد بمثل ما أتى به - بأبي وامي - ما قدروا عليه ولولا إبانته (عليه السلام) ما علم الناس كيف يسلكون سبيل التوحيد، ألا ترون إلى قوله: " لا من شيء كان ولا من شيء خلق ما كان " فنفى بقوله " لا من شيء كان " معنى الحدوث، وكيف أوقع على ما أحدثه صفة الخلق والاختراع بلا أصل ولا مثال، نفيا لقول من قال: إن الاشياء كلها محدثة بعضها من بعض وإبطالا لقول الثنوية (3) الذين زعموا أنه لا يحدث شيئا إلا من أصل ولا يدبر إلا باحتذاء مثال، فدفع عليه بقوله: " لا من شيء خلق ما كان " جميع حجج الثنوية وشبههم، لان أكثر ما يعتمد الثنوية في حدوث العالم أن يقولوا لا يخلو من أن يكون الخالق خلق الاشياء من شيء أو من لا شيء فقولهم: من شيء خطأ وقولهم من لا شيء مناقضة وإحالة، لان " من " توجب شيئا " ولا شيء " تنفيه، فأخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) هذه اللفظة على أبلغ الالفاظ وأصحها فقال: لا من شيء خلق ما كان، فنفى " من " إذ كانت

पृष्ठ 136