أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة

Saud bin Abdulaziz Al-Khalaf d. Unknown
69

أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة

أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة

प्रकाशक

*

संस्करण संख्या

١٤٢٠هـ

प्रकाशन वर्ष

١٤٢١هـ

शैलियों

فهذا دليل على أن النفاق منه ما يكون أكبر، وهو النفاق في الإيمان بأن يظهر الإيمان ويبطن الكفر، ومنه ما هو دون ذلك، وهو أن يكون فيه من أخلاق المنافقين. ومن هذا الباب لفظ الكفر، فقد أطلق النبي ﷺ لفظ الكفر على بعض الأعمال، وفسره بغير الكفر بالله، وذلك في قوله ﵊ فيما روى ابن عباس ﵄ عن النبي ﷺ أنه قال: "أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئًا قالت: ما رأيت منك خيرًا قط" ١ ومما يدل على هذا المعنى ماروى ابن جرير بسنده عن ابن عباس ﵁ في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة٤٤] قال: هي به كفر، وليس كفرًا بالله وملائكته وكتبه ورسله. وروي عنه أنه قال: من جحد ما أنزل الله فقد كفر، ومن أقر به ولم يحكم فهو ظالم فاسق. وروي عن عطاء أنه قال في الآية كفر دون كفر، فسق دون فسق، وظلم دون ظلم. ومثله قال طاووس، وهو ما رجحه ابن جرير.٢ وهو ما يشير إليه صنيع النووي في تبويبه لصحيح مسلم، وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وما رجحه شارح الطحاوية،وهو أرجح الأقوال في جواب الأحاديث التي وصفت بعض الذنوب بالكفر ٣.والله أعلم.

١ أخرجه البخاري في الإيمان. انظره مع الفتح ١/٨٣. ٢ تفسير ابن جرير ١/٣٥٥ - ٣٥٨. ٣ شرح النووي على مسلم ٢/٥٧، مجموع الفتاوى ٧/٥٢٤، شرح الطحاوية ص٤٤٤.

1 / 70