الله سابقة وهيأه ويسره للوصول إليها، كان فرحه بالسابقة التي سبقت له من الله أعظم من فرحه بالأسباب التي تأتي بها. وعن الوليد بن عبادة قال: "دخلت على أبي وهو مريض أتخايل فيه الموت، فقلت: يا أبتاه أوصني واجتهد لي. فقال: أجلسوني. فلما أجلسوه قال: بني، إنك لن تجد طعم الإيمان، ولن تبلغ حقيقة العلم بالله ﵎ حتى تؤمن بالقدر خيره وشره. قلت: يا أبتاه، وكيف لي أن أعلم ما خير القدر وشره؟ قال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك. وما أصابك لم يكن ليخطئك، يا بني إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: أول ما خلق الله القلم قال: اكتب. فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة١. يا بني إن مت ولست على ذلك دخلت النار". رواه أحمد.
وعن أبي خزامة عن أبيه قال: "قلت: يا رسول الله! أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئ؟ قال: لا ٢ هي من قدر الله" رواه أحمد والترمذي وحسنه.
وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا كان كذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن (لو) تفتح عمل الشيطان" ٣ رواه مسلم.
_________
١ الترمذي: تفسير القرآن (٣٣١٩)، وأحمد (٥/٣١٧) .
٢ كلمة (لا) وردت في مخطوطة الحصين.
٣ مسلم: القدر (٢٦٦٤)، وابن ماجه: المقدمة (٧٩) والزهد (٤١٦٨)، وأحمد (٢/٣٦٦،٢/٣٧٠) .
1 / 247