أقول هذا تأكيدا لأهمية النظر في قضايا هذا الدين بتمعن وإخلاص؛ ذلك أن الآراء تباينت في حقيقة الإسلام، وأمام هذا التباين على المسلم أن يبحث عن ما يحتج به أمام الله تعالى، ولا ينبغي أن يكون البحث نحو ما يرضي شعور الفرد بالتعصب، أو عما يوافق هواه ومزاجه الاجتماعي والسياسي. وللأسف نجد أن الكثير من المتحمسين للإسلام يهملون هذه القضايا. وسبب إهمالهم لها ليس عدم أهميتها عند الله تعالى، بل لأنهم مسلموا الهوية، ينتمون وينافحون من أجل الإسلام لأنه هوية، أكثر من محاربتهم له لأن الله تعالى يرضى بهذا الموقف، ويثيب عليه الجنة.
نعم النوايا عند أولئك مختلطة ومن حب أن يتأكد من صحة الكلام هذا فيلق نظرة سريعة إلى الناشطين في سبيل الإسلام.
الملاحظة الثانية: إننا نجد الكثير من المتقين يعرضون عن هذه القضايا بدعاوي متعددة؛ ولست في معرض التعليق على ذلك، وإنما أؤكد على أن الموقف الذي يتخذه أي فرد نحو هذه القضايا، يجب أن يكون مصدره الشرع الصحيح وليس الهوى. فالكثير ينصح بالإعراض عنها لكونه لا يستطيع أن يتعامل معها، وليس لأنها ليست ذي شأن عند الله، وذلك كقصة الثعلب الذي حاول قطف العنب، فلما عجز أعرض عنها بدعوى أن طعمها مر. ومنهم من يعرض عنها لقناعته بأنها لا تنفعه يوم القيامة. وعلى كل مسلم التأكد من نواياه، فهي وإن كانت خافية علينا، فإنها لا تخفى على من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
إننا سنلقى الله تعالى، وسنسأل عن مواقفنا وعن تأييدنا وعن رفضنا { إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا } (الإسراء: 36) فلا بد لنا من حجة نحتج بها أمام الله تعالى، راجين منه الرحمة والمغفرة.
بعد هذه المقدمة القصيرة ندخل في متن البحث، ومن الله تعالى نستمد التوفيق، والتأييد، والعصمة، إنه سميع مجيب.
القسم الأول: وجوب معرفة الله تعالى سبق وأن بينت في مقدمة البحث أن المراد بمعرفة الله تعالى هو معرفة أن لا
पृष्ठ 10