أسماء اللطف
للطف أكثر من اسم؛ فقد يشار إليه بأنه توفيق، وقد يشار إليه بأنه عصمة، وقد يشار إليه بأنه لطف فحسب.
فاللطف الذي فعل عنده المكلف ما كلف يسمى توفيقا؛ لأن اللطف وافق الفعل.
واللطف الذي يمتنع عنده العبد عن المعصية، على وجه لولاه لواقعها باختياره سمي عصمة.
واللطف الذي يكون عنده العبد أقرب إلى فعل الطاعة وترك المعصية سمي لطفا ومصلحة.
ملاحظة مهمة:
1. العصمة لا تمنع صاحبها عن ارتكاب المعصية قهرا؛ بل هي تردع النفس عن تعمد فعل المعصية، أو تعمد ترك الطاعة، بشكل مستمر لحصول اللطف عند عروض المعصية مع وجود الاختيار. والعصمة ثابتة للأنبياء، ولأهل الكساء عليهم السلام. أما غيرهم من الناس، فقد يستحقها إذا فعل من الطاعات ما يؤهله لها. ولذا لا ننفي عن أحد العصمة من المعاصي. أيضا يجب ملاحظة أن العصمة المذكورة هنا هي العصمة من المعصية، أما العصمة من السهو والخطأ فموضوع آخر، وسيأتي مزيد بحث عند الكلام على النبوة.
2. طلب المعونة منه تعالى يرادف طلب اللطف منه تعالى، فليست معونته تعالى هي منحه القدرة على الفعل، إذ إنه تعالى قد فعل ذلك، إنما المعونة هي أمر زائد على القدرة أي اللطف.
3. ذهب بعض العلماء الكبار إلى أن اللطف من الله تفضل محض. أي إن الله يفعله، ولكنه إذا لم يفعله فلا يكون قدحا في حكمته. وذلك من حيث أن الله قد أعطى العبد القدرة والعقل الكافيين للتكليف، ولا يجب على الله زيادة عن هذا.
पृष्ठ 93