[أولا أصول الدين الإسلامي]
[المسائل الأربع التي يجب على كل إنسان أن يعلمها ودليلها وقول الشافعي فيه]
أصول الدين الإسلامي مع قواعده الأربع أصول الدين الإسلامي تأليف
شيخ الإسلام محمد بن سليمان التميمي
1 / 1
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
س: ما هي المسائل الأربع التي يجب على كل إنسان أن يعلمها؟
ج: (الأولى) العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.
(الثانية) العمل بهذا العلم.
(الثالثة) الدعوة إليه.
(الرابعة) الصبر على الأذى فيه.
س: ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى ﴿وَالْعَصْرِ - إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ - إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: ١ - ٣]
س: ما الذي قاله الشافعي في هذه السورة؟
ج: قال: لو ما أنزل الله على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم.
1 / 2
س: هل القول والعمل قبل العلم أو العلم قبلهما؟
ج: العلم قبلهما بدليل قوله تعالى ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [محمد: ١٩] (١) فبدأ بالعلم قبل القول والعمل. قاله البخاري ﵀.
[المسائل الثلاث التي يجب تعلمها والعمل بها ودليلها]
س: ما المسائل الثلاث التي يجب تعلمها والعمل بها؟
ج: (الأولى) أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا، بل أرسل إلينا رسولًا، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار.
س: ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا - فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا﴾ [المزمل: ١٥ - ١٦] (٢) .
(الثانية) أن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل.
س: ما الدليل على ذلك؟
_________
(١) سورة محمد الآية ١٩.
(٢) سورة المزمل الآيات ١٥، ١٦.
1 / 3
ج: قوله تعالى ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجن: ١٨] (١) .
(الثالثة) أن من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب.
س: ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ﴾ [المجادلة: ٢٢] (٢) الآية.
[الحنيفية ملة إبراهيم ودليلها]
س: ما الحنيفية ملة إبراهيم؟
ج: أن تعبد الله وحده مخلصًا له الدين، وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها.
س: ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: ٥٦] (٣) .
س: ما معنى يعبدون؟
ج: يوحدوني وآمرهم وأنهاهم.
_________
(١) سورة الجن الآية ١٨.
(٢) سورة المجادلة الآية ٢٢.
(٣) سورة الذاريات الآية ٥٦.
1 / 4
[أعظم شيء أمر الله به وأعظم شيء نهى الله عنه والدليل على ذلك]
س: ما هو أعظم شيء أمر الله به؟
ج: التوحيد.
س: ما هو التوحيد؟
ج: هو إفراد الله بالعبادة وإثبات اتصافه بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله، وتنزيهه عن النقائص والحدوث ومشابهة المخلوقات.
س: ما هو أعظم شيء نهى الله عنه؟
ج: الشرك.
س: ما هو الشرك؟
ج: دعوة غير الله معه، وأن تجعل لله ندًا في العبادة وهو خلقك.
س: ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء: ٣٦] (١) ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا﴾ [البقرة: ٢٢] (٢)
[الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها]
س: ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟
ج: معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا ﷺ.
_________
(١) سورة النساء آية: ٣٦.
(٢) سورة البقرة آية: ٢٢.
1 / 5
س: من ربك؟
ج: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبود سواه.
س: ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: ٢] وكل من سوى الله عالم، وأنا واحد من ذلك العالم.
س: بم عرفت ربك؟
ج: عرفته بآياته ومخلوقاته، الليل والنهار والشمس والقمر، والسموات السبع والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما.
س: ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [فصلت: ٣٧] (١) وقوله تعالى ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: ٥٤]
_________
(١) سورة فصلت آية: ٣٧.
1 / 6
(١) .
س: ما هو الرب؟
ج: الرب هو السيد المالك الموجد من العدم إلى الوجود، وهو المستحق للعبادة.
س: ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ - الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢١ - ٢٢] (٢) فالخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة.
[ما هي العبادة وأنواعها وحكم من صرف منها شيئًا لغير الله]
س: ما هي العبادة؟
ج: العبادة هي غاية الخضوع والتذلل، وغاية الحب والتعلق لمن فعل له ذلك، وبعبارة أخرى هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال الظاهرة والباطنة.
س: كم أنواع العبادة التي أمر الله بها؟
ج: كثيرة، منها: الإسلام والإيمان والإحسان والدعاء
_________
(١) سورة الأعراف آية: ٥٤.
(٢) سورة البقرة الآيات: ٢١، ٢٢.
1 / 7
والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والإنابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من العبادات التي أمر الله بها، كلها مخصوصة بالله تعالى.
س: ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجن: ١٨] (١) وقوله تعالى ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [الإسراء: ٢٣] (٢) .
س: ما حكم من صرف منها شيئًا لغير الله؟
ج: من صرف منها شيئًا لغير الله تعالى فهو مشرك كافر وإن صلى وصام وحج وزعم أنه مسلم.
س: ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ [المؤمنون: ١١٧] (٣) .
س: ما الدليل على أن الدعاء عبادة؟
_________
(١) سورة الجن آية: ١٨.
(٢) سورة الإسراء آية: ٢٣.
(٣) سورة المؤمنون آية: ١١٧.
1 / 8
ج: قوله تعالى ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: ٦٠] (١) وقوله ﵊ «الدعاء مخ العبادة» وفي رواية «الدعاء هو العبادة» .
س: ما الدليل على أن الخوف عبادة؟
ج: قوله تعالى ﴿فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: ١٧٥] (٢) .
س: ما الدليل كل أن الرجاء عبادة؟
ج: قوله تعالى ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: ١١٠] (٣)
س: ما الدليل على أن التوكل عبادة؟
ج: قوله تعالى ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [المائدة: ٢٣] (٤) ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: ٣] (٥)
س: ما الدليل على أن الرغبة والرهبة والخشوع عبادات؟
ج: قوله تعالى
_________
(١) سورة غافر آية: ٦٠.
(٢) سورة آل عمران آية: ١٧٥.
(٣) سورة الكهف آية: ١١٠.
(٤) سورة المائدة آية: ٢٣.
(٥) سورة الطلاق آية: ٣.
1 / 9
﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: ٩٠] (١) .
س: ما الدليل على أن الخشية عبادة؟
ج: قوله تعالى ﴿فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ﴾ [المائدة: ٣] (٢) .
س: ما الدليل على أن الإنابة عبادة؟
ج: قوله تعالى ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾ [الزمر: ٥٤] (٣) الآية.
س: ما الدليل على أن الاستعانة عبادة؟
ج: قوله تعالى ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: ٥] وفي الحديث (إذا استعنت فاستعن بالله) .
س: ما الدليل على أن الاستعاذة عبادة؟
ج: قوله تعالى ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ - مَلِكِ النَّاسِ﴾ [الناس: ١ - ٢]
س: ما الدليل على أن الاستغاثة عبادة؟
ج: قوله تعالى ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ [الأنفال: ٩] (٤) .
س: ما الدليل على أن الذبح عبادة؟
ج: قوله تعالى
_________
(١) سورة االأنبياء آية: ٩٠.
(٢) سورة المائدة آية: ٣.
(٣) سورة الزمر آية: ٥٤.
(٤) سورة الأنفال آية: ٩.
1 / 10
﴿إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: ١٦٢ - ١٦٣] (١) ومن السنة قوله ﵊: «لعن الله من ذبح لغير الله» .
س: ما الدليل على أن النذر عبادة؟
ج: قوله تعالى ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ [الإنسان: ٧] (٢) .
[الأصل الثاني معرفة دين الإسلام ومراتبه وأركانه]
س: ما الأصل الثاني؟
ج: معرفة دين الإسلام بالأدلة.
س: ما هو دين الإسلام؟
ج: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله.
س: كم مراتب دين الاسلام؟
ج: مراتبه ثلاثة (الإسلام، والإيمان، والإحسان) وكل مرتبة لها أركان.
س: كم أركان الإسلام؟
ج: خمسة: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم
_________
(١) سورة الأنعام آية: ١٦٢.
(٢) سورة الإنسان آية: ٧.
1 / 11
رمضان، وحج بيت الله الحرام.
س: ما دليل شهادة أن لا إله إلا اللهّ؟
ج: قوله تعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: ١٨] (١) .
س: ما معنى لا إله إلا اللهّ؟
ج: معناه لا معبود بحق إلا الله وحده.
س: ما المقصود بلا إله؟
ج: المقصود نفي جميع ما يعبد من دون الله.
س: ما المقصود ب (إلا الله)؟
ج: المقصود إثبات العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته، كما أنه ليس له شريك في ملكه.
س: ما تفسيرها الذي يوضحها؟
ج: قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ - إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ - وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الزخرف: ٢٦ - ٢٨] (٢) وقوله تعالى
_________
(١) سورة آل عمران آية: ١٨.
(٢) سورة الزخرف الآيات: ٢٦، ٢٧، ٢٨.
1 / 12
﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ٦٤] (١) .
س: ما دليل شهادة أن محمدًا رسول الله؟
ج: قوله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: ١٢٨] (٢) وقوله تعالى ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح: ٢٩] (٣) .
س: ما معنى شهادة أن محمدًا رسول الله؟
ج: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا نعبد الله إلا بما شرع.
س: ما دليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد؟
ج: قوله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: ٥] (٤) .
س: ما دليل الصيام؟
_________
(١) سورة آل عمران آية: ٦٤.
(٢) سورة التوبة آية: ١٢٨.
(٣) سورة الفتح آية: ٢٩.
(٤) سورة البينة آية: ٥.
1 / 13
ج: قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: ١٨٣] (١) .
س: ما دليل الحج؟
ج: قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: ٩٧] (٢) .
[المرتبة الثانية من مراتب دين الإسلام وهي الإيمان وشعبه وأركانه]
س: ما المرتبة الثانية من مراتب دين الإسلام؟
ج: هي الإيمان.
س: كم شعب الإيمان؟
ج: هي بضع وسبعون شعبة أعلاها قول (لا إله إلا الله) وأدناها (إماطة الأذى عن الطريق) والحياء شعبة من الإيمان.
س: كم أركان الإيمان؟
ج: ستة " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ".
س: ما الدليل على ذلك؟
_________
(١) سورة البقرة آية: ١٨٣.
(٢) سورة آل عمران آية: ٩٧.
1 / 14
ج: قوله تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾ [البقرة: ١٧٧] (١) الآية.
س: ما دليل القدر؟
ج: قوله تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: ٤٩] (٢) .
[المرتبة الثالثة من مراتب دين الِإسلام وهي الإحسان والدليل على مراتب الدين الثلاثة]
س: ما المرتبة الثالثة من مراتب دين الِإسلام؟
ج: هي الإحسان وله ركن واحد.
س: ما هو الإحسان؟
ج: هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
س: ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ [النحل: ١٢٨] (٣) وقوله تعالى ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ - الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ - وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ - إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [الشعراء: ٢١٧ - ٢٢٠] (٤) وقوله تعالى
_________
(١) سورة البقرة آية: ١٧٧.
(٢) سورة القمر آية: ٤٩.
(٣) سورة النحل الآية ١٢٨.
(٤) سورة الشعراء آية: ٢١٧- ٢٢٠.
1 / 15
﴿وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ﴾ [يونس: ٦١] (١) .
س: ما الدليل من السنة على مراتب الدين الثلاثة؟
ج: حديث جبريل المشهور عن عمر بن الخطاب ﵁ قال: «بينما نحن جلوس عند النبي ﷺ إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، فجلس إلى النبي ﷺ وأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا، قال صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: أخبرني عن الإيمان، قال " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره " قال: أخبرني عن الإحسان، قال " أن تعبد الله كأنك تراه. فإن لم تكن تراه فإنه يراك " قال: أخبرني عن الساعة؟ قال:
_________
(١) سورة يونس آية: ٦١.
1 / 16
" ما المسئول عنها بأعلم من السائل " قال أخبرني عن أماراتها، قال: " أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " قال: فمضى، فلبثنا قليلًا. فقال " يا عمر أتدري من السائل "؟ قلت الله ورسوله أعلم، قال: هذا جبريل أتاكم ليعلمكم أمر دينكم» رواه مسلم في صحيحه.
[الأصل الثالث وهو معرفة نبينا محمد ﷺ وعمره وبعثته]
س: ما هو الأصل الثالث؟
ج: معرفة نبينا محمد ﷺ وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من العرب والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
س: ما عمر النبي ﷺ؟
ج: ثلاث وستون سنة منها أربعون قبل النبوة، وثلاث وعشرون نبيًا رسولًا، نبئ ب (اقرأ) وأرسل (بالمدثر) وبلده مكة.
س: بأي شيء بعثه الله؟
ج: بعثه الله بالنذارة عن الشرك وبالدعوة إلى التوحيد.
1 / 17
س: ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ - قُمْ فَأَنْذِرْ - وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ - وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ - وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ - وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ - وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾ [المدثر: ١ - ٧] (١) .
س: ما معنى ﴿قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ [المدثر: ٢]؟
ج: معناه أنذر عن الشرك وادع إلى التوحيد.
س: ما معنى ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ - وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: ٣ - ٤]؟
ج: معناه عظم ربك بالتوحيد، وطهر أعمالك عن الشرك.
س: ما معنى ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ [المدثر: ٥]؟
ج: معناه اهجر الأصنام، وهجرها تركها وأهلها والبراءة منها وأهلها.
س: كم أخذ على هذا ﷺ؟
ج: أخذ على هذا عشر سنين وبعدها عرج به إلى السماء وفرضت عليه ﷺ الصلوات الخمس ليلتئذ، وبعدها أمر بالهجرة إلى المدينة المنورة.
[الهجرة وحكمها والدليل على بقائها]
س: ما هي الهجرة؟
_________
(١) سورة المدثر الآيات: ١- ٧.
1 / 18
ج: هي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ومن بلد البدعة إلى بلد السنة.
س: ما حكم الهجرة؟
ج: حكمها أنها فريضة على هذه الأمة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ومن بلد البدعة التي يدعوا أهلها إليها إلى بلد السنة وأنها باقية إلى أن تطلع الشمس من مغربها.
س: ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا - إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا - فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا﴾ [النساء: ٩٧ - ٩٩] (١) وقوله تعالى: ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ﴾ [العنكبوت: ٥٦] (٢) .
_________
(١) سورة النساء الآيات: ٩٧ - ٩٩.
(٢) سورة العنكبوت آية: ٥٦.
1 / 19
س: ما سبب نزول هاتين الآيتين؟
ج: سبب نزول الآية الأولى أن قومًا من أهل مكة أسلموا وتخلفوا في الهجرة مع رسول الله ﷺ وافتتن بعضهم وشهد مع المشركين حرب يوم بدر، فأبى الله قبول عذرهم فجازاهم جهنم، وسبب نزول الآية الثانية أن قومًا من المسلمين كانوا بمكة لم يهاجروا فناداهم الله باسم الإيمان وحضهم على الهجرة.
س: ما الدليل على بقاء الهجرة في الحديث؟
ج: قوله ﷺ: " «لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها» ".
س: ما الذي أمر ﷺ به بعد أن استقر بالمدينة؟
ج: أمر ببقية شرائع الإسلام من الزكاة والصوم والحج والآذان والجهاد وغير ذلك من شرائع الإسلام.
س: كم أخذ على هذا ﷺ؟
ج: أخذ على هذا عشر سنين وتوفي صلاة الله وسلامه عليه ودينه باق، وهذا دينه لا خير إلا دل الأمة عليه ولا شر إلا حذرها منه.
س: ما الخير الذي دل الأمة عليه وما الشر الذي
1 / 20