الآلهة العظام تراقب العمل
والأبناء يحملون السلال.
34
حقيقة إني أرى في هذه الترتيلة حفرية رائعة، نقش فيها ما حدث في الحقب القديمة. فالإلهات هنا من الأمهات (عندما تزوجت الإلهات الأم) اللاتي توزعن بعد ذلك ما بين الكونيات الظاهرة (وعندما توزعت الإلهات الأم بين السماء والأرض)، فأصحبت الأرض هي الأم، ثم ارتفع بها إلى السماء لتتمثل في كوكب الزهرة (الإلهة إينانا في السومرية وعشتار في اللغات السامية). ولك أن تلاحظ أن هذه القدسية تمت «عندما ولدت الإلهات الأم»، بينما أصبحت مهمة الأبناء هي العمل لتتفرغ الأم الإلهة لإدارة شئون العشيرة، وليس بغريب مع ما ذهبنا إليه أن نجد السومريين ينادون هذه الإلهة بالنداء «ماما
Mama » و«مامي
Mami » و«أما
Ama ».
35
وإذا كان الإنسان في الأساطير قد ولد أو «خلق» ليعبد الآلهة ويقدم لها طعامها وشرابها ويزرع أرضها، فأي آلهة هذه التي تحتاج طعاما وشرابا بين الكونيات؟ إن الأوفق والأقرب للمنطق القول إن الآلهة هنا كانت هي الأم أو الأب.
ولا شك أن قول تلك الأساطير: إن وجود الآلهة قد سبق ميلاد الكون وصياغته بشكله الحالي
अज्ञात पृष्ठ