उस्तुरा वा तुराथ

सैयद क़िमनी d. 1443 AH
152

उस्तुरा वा तुराथ

الأسطورة والتراث

शैलियों

58

وسبب ذلك مسلمات مصدقة، صدق بها «الصدوق القمي» في كتابه «علل الشرائع» وهو يقول: «إن نوحا كان يوما في السفينة نائما، فهبت ريح فكشفت عورته، فضحك حام ويافث، فزجرهما سام ونهاهما عن الضحك، وكان كلما غطى سام شيئا تكشفه الريح، كشفه حام ويافث، فانتبه نوح فرآهم يضحكون فقال: ما هذا؟ فأخبره سام بما كان، فرفع نوح يديه إلى السماء يدعو، ويقول: اللهم غير ماء صلب حام حتى لا يولد له إلا السودان ... جميع البيض سواهم من سام، وقال نوح عليه السلام لحام ويافث: جعلت ذريتكما خولا أي خدما لذرية سام إلى يوم القيامة.»

59

والأمثلة على ذلك كثير، ولن نجد كتابا تراثيا واحدا يخلو من ذكر القصة التوراتية الملغومة، مع إضافات وشروح اجتهادية لإنصاف «سام» على «حام» أو لإنصاف الراعي على المزارع، أو أهل المراعي على أهل الوديان الخصبة. ومن هنا نفهم لماذا أصبح كل الفراعين في نظر أحفادهم المسلمين كفارا ملاعين، ولماذا يترحم الفلسطيني اليوم على «طالوت» أو «شاءول» الإسرائيلي، ويلعن جده «جالوت» أو «جوليات» الذي استشهد وهو يدافع عن أرضه، وما على الاثنين سوى مسح عرق الحياء عن الجبين، من أفاعيل الأجداد الملاعين، مع بني عابر الطيبين. وإذا كان «ابن كثير» قد صب نقمته على جده «كنعان»، فلا غرابة إذا وجدنا العرف في القرية المصرية يستمد أصوله من كتب التراث الإسلامية فيجعل من ينتحلون اسم «العرب»، ويعدون أنفسهم من أصل رعوي (من جزيرة العرب) أصحاب حق مشروع في السيادة والسلب والنهب دون استهجان. بينما يصبح الانتساب للفلاحين سبة وعارا وضعفا ومذلة وهوانا؛ مما جعل أصحاب الأصول المصرية القح يتنافسون في استكشاف أصول بدوية عربية لأروماتهم؛ مما يسجل النتيجة الواضحة للجولة بين الراعي والمزارع، أو بين أبناء «حام»، على المستوى الديني، ثم بالتبعية على المستوى الاجتماعي والنفسي، بل السياسي، وهو أمر لا مندوحة من الاعتراف به، ولا عزاء للفلاحين. (7) أسطورة «إيل»

في جبل إيل، جبل الله، سكناي،

في الأماكن الهانئة سكناي.

من ملحمة البعل الكنعانية

ولنعد إلى ما قبل الوعد الإلهي بما بين النيل والفرات أرضا خالصة (تسليم مفتاح) لبني عابر، والقبيلة تحط رحالها في أرض كنعان بهدوء الضيفان ولطف المستجير طالبا الإجارة والجوار. وتسجل التوراة هذه اللحظات التاريخية العتيدة فتقول:

فأخذ إبرام ساراي امرأته، ولوطا ابن أخيه ، وكل مقتنياتهما التي اقتنيا، والنفوس التي امتلكا في حاران، وخرجوا ليذهبوا إلى أرض كنعان، واجتاز إبراهيم في الأرض إلى مكان شكيم إلى بلوطة مورة، وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض، وظهر الرب لإبرام وقال: لنسلك أعطي هذه الأرض، فبنى هناك مذبحا للرب الذي ظهر له، ثم نقل من هناك إلى الجبل شرقي بيت إيل، ونصب خيمته، وله بيت إيل من المغرب وعاي من المشرق. (التكوين، 12: 5-8)

القبيلة العبرية هنا مختصرة، مرموز لها بقيادتها من الأسرة الإبراهيمية، تخرج من حاران تريد أرض كنعان، بإيجاز سريع يشير إلى خط الهجرة الآرامية، وضمنها القبيلة العبرية والفخذ الإبراهيمي. ثم، وبالسرعة نفسها، وفي إشارة خاطفة تقول التوراة: إن الكنعانيين كانوا أهل هذه الأرض وأصحابها، لكن حلقها يغص بذلك فتلتوي في تعبيرها، ولا تفصح بالتعبير المباشر، إنما تقول: «وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض!»

अज्ञात पृष्ठ