أما الختم الذي عثر عليه مؤخرا في آثار سومر، ففيه فصل الخطاب؛ لأنه يمثل ذكرا وأنثى يجلسان متقابلين بينهما نخلة، وخلف الأنثى تدلت حية، رأسها بجوار رأس الأنثى، بينما تمد هذه الأنثى يدها في شكل دعوة للذكر الجالس قبالتها، ليتناول من ثمار النخلة، ولنتذكر الارتباط اللغوي بين الحية والحياة، وبين الحية وحيا الأنثى، أو فرجها كمفرز للمواليد والحياة، وبين التسمية حواء «التي تحيي»، أما ما لا يغيب عن فطن فهو الحية المصرية المقدسة على تيجان الفراعنة، تمنحهم الحياة وطول العمر.
ثم تكتشف أروع الملاحم البابلية، لتقطع ما بقي من شك بيقينها، تلك التي أصبحت من أشهر المآثر في الدوائر العلمية إلى اليوم، والمعروفة باسم «إينوما إيليش
Enuma Elish »، أو «في العلا عندما»، وتحدثنا عن بحر أول فوضوي ، ترمز له إلهة أنثى شريرة مرعبة تدع «تيامات
Tiamat »، يتطوع إله الدولة البابلية (مردوخ
Marduk ) لمنازلتها وتخليص البشر من نوباتها الهستيرية، فيقضي عليها، ثم يشطر جسدها المائي شطرين، يصنع منهما السماء والأرض.
24
أو كما في النص:
شقها كما تشق الصدفة قسمين
وثبت نصفا جعله سقف سماء
25
अज्ञात पृष्ठ