( أنا الذي سمتني أمي حيدره
أكبلكم بالسيف كبل السندرة
ليث بغايات شديد قسوره ) واختلف بينهما ضربتان فسبقه علي رضي الله عنه فقد البيضة والمغفر ورأسه فسقط عدو الله ميتا وكان فتح خيبر في صفر على يد علي رضي الله عنه ثم انصرف رسول الله ( ص ) إلى وادي القرى فحاصره ليل وفتحه عنوة ثم سار إلى المدينة وكان قد كتب إلى النجاشي يطلب منه بقية المهاجرين ويخطب أم حبيبة بنت أبي سفيان فزوجها للنبي صل الله عليه وسلم ابن عمها خالد بن سعيد وأصدقها النجاشي عن النبي ( ص ) أربعمائة دينار وفي غزوة خيبر اهديت للنبي صل الله عليه وسلم الشاة المسمومة فأخذ منها قطعة ولاكها ثم لفظها وقال تخبرني هذه الشاة إنها مسمومة ثم بعد غزوة خيبر كانت غزوة ذات الرقاع فتفارق الناس ولم يكن بينهم حرب قال أبو موسى سميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب عل أرجلنا من الخرق وفي هذه السنة أرسل النبي صل الله عليه وسلم إلى ملوك الأرض وأرسل إلى كسرى فمزق كتاب النبي ( ص ) فلما بلغه ذلك قال مزق الله ملكه فسلط الله عليه ابنه برويز فقتله وأرسل إلى قيصر - وهو هرقل - وكان إذ ذاك ببيت المقدس فإنه مشى ممن حمص إلى ايليا شكرا لما كشف الله عنه جنود فارس وكان على الصخرة الشريفة مزبلة قد حاذت محراب داود مما ألقته النصارى عليها مضارة لليهود حتى كانت المرأة تبعث بخرق حيضها من رومية فتلقى عليها فلما قرأ قيصر كتاب رسول الله صل الله عليه وسلم قال إنكم يا معشر الروم لحقيق أن تقتلوا على هذه المزبلة بما انتهكتم من حرمة هذا المسجد كما قتلت بنو إسرائيل عل دم يحيى بن زكريا عليهما السلام فأمر بكشفها فأخذوا في ذلك فقدم المسلمون الشام ولم يكشفوا منها إلا ثلثها فلما قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بيت المقدس وفتحه ورأى ما عليها من المزبلة أعظم ذلك فأمر بكشفها وسخر لها أنباط فلسطين وأكرم هرقل قاصد رسول الله صل الله عليه وسلم وهو دحية الكلبي ووضع كتاب النبي ( ص ) على فخذه وقصد أن يسلم فمنعه بطارقته فخاف عل نفسه واعتذر ورد دحية ردا جميلا وأرسل إلى المقوقس - صاحب مصر - فأكرم القاصد وقبل كتاب النبي صل الله عليه وسلم وأهد إليه أربع جواري إحداهن مارية أم ولده إبراهيم وأهدى إليه بغلته دلدل وحماره يعفور وكسوة وارسل إلى النجاشي بالحبشة فقبل كتاب النبي ( ص ) ومن به واتبعه وأسلم وأرسل إلى الحارث الغساني بدمشق فلما قرأ الكتاب قال ها أنا سائر إليه فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال باد ملكه وأرسل إلى هوذة ملك اليمام وكان نصرانيا فقال إن جعل الأمر لي من بعده سرت إليه وأسلمت ونصرته وإلا قصدت حربه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا ول كرامة اللهم اكفنيه فمات بعد قليل وأرسل إلى المنذر ملك البحرين فأ لم وأسلم جميع العرب بالبحرين ( عمرة القضاء ) ثم خرج رسول الله صل الله عليه وسلم في ذي القعدة ستة سبع معتمرا عمرة القضاء وساق معه سبعين بدنة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم عل أن يقيم بها ثلاثة أيام فلما كتبوا الكتاب كتبوا هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله صل الله عليه وسلم قالوا لا نقر بهذا لو نعلم إنك رسول الله ما منعناك شيئا ولكن أنت محمد بن عبد الله فقال أنا رسول الله وأنا محمد ابن عبد الله ثم قال لعلي امح رسول الله فقال علي والله لا أمحوك أبدا فأخذ رسول الله ( ص ) الكتاب - وليس يحسن أن يكتب - فكتب هذا ما قاضى محمد بن عبد الله لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب وإنه لا يخرج أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه وأن لا يمنع من أصحابه أحدا إن أراد ن يقيم بها فلما دخل المسجد اضطبع بردائه ورمل في أربعة أشواط من الطواف ثم خرج إلى الصفا والمروة فسع بينهما وتزوج في سفره هذا ميمونة بنت الحارث - وهو محرم - وهذا من خصائصه صل الله عليه وسلم وهي أخر امرأة تزوجها و أقام بمكة ثلاثا فأرسل المشركون إليه مع علي بن أبي طالب ليخرج عنهم فخرج بميمونة وانصرف إلى المدينة صل الله عليه وسلم ثم دخلت السنة الثامنة من الهجرة الشريفة فيها أسلم عمرو بن العاص وخالد بن الوليد رضي الله عنهما وفيه كانت غزوة مؤتة وهي أول الغزوات بين المسلمين والروم ومؤتة من أرض الشام وهي قبل الكرك وفيها اتخذ لرسول الله صل الله عليه وسلم المنبر وكان يخطب إلى جذع نخلة فلما كان يوم الجمعة خطب عل المنبر فأن الجذع الذي كان يقوم عليه أنين الصبي فقال رسول الله ( ص ) إن هذا بك لما فقده من الذكر فنزل يمسحه بيده حتى سكن فلما هدم المسجد وتغير أخذ ذلك الجذع أبي بن كعب فكان عنده في داره حتى بلى ( نقض الصلح وفتح مكة ) وسمى ذلك أن نبي بكر بن عبد مناف عدت على خزانة وهم عل ماء لهم بأسفل مكة يقال له الوثير وكانت خزاعة في عهد رسول الله صل الله عليه وسلم وبنو بكر في عهد قريش في صلح الحديبية وكانت بينهم حروب في الجاهلية فكلمت بنو بكر أشراف قريش أن يعينوهم على خزاعة بالرجال والسلاح فوعدوهم ووافوهم متنكرين فبيتوا خزاعة ليلا فقتلوا منهم عشرين ثم ندمت قريش عل ما فعلوا وعلموا أن هذا نقض للعهد الذي بينهم وبين رسول الله ( ص ) وخرج عمرو بن سالم الخزاعي في طائفة من قومه فقدموا على رسول الله ( ص ) مستغيثين به فوقف عمرو عليه وهو جالس في المسجد وأنشده أبياتا يسأله أن ينصره فقال رسول الله ( ص ) نصرت يا عمرو بن سالم ثم قدم بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من خزاعة على النبي صل الله عليه وسلم فقال كأنكم بأبي سفيان قد جاء يشد العقد ويزيد في المدة فكان كذلك ثم قدم أبو سفيان المدينة فدخل عل ابنته أم حبيبة أو المؤمنين زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ذهب ليجلس عل فراش رسول الله ( ص ) طوته عنه فقال ما أدري أرغبت لي عن هذا الفراش أم رغبت به عني ؟ قالت بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس قال والله لقد أصابك بعدى يا بني شر ثم خرج وأتى النبي ( ص ) فكلمه فلم يرد عليه شيئا فذهب إلى أبي بكر ثم إلى عمر ثم إلى علي رضوان الله عليهم أجمعين على أن يكلموا النبي ( ص ) في فمره وتشفع بهم فلم يفعلوا لعلي يا أبا الحسن إني أر الأمور قد اشتدت علي فانصحني فقال والله لا أعلم شيئا يغني عنك ولكنك سيد بني كنانة فقم فأجر بين الناس والحق بأرضك قال أو تر ذلك يغني عني شيئا ؟ قال لا والله ما أظنه ولكن لا أجد لك غير ذلك فقام أبو سفيان في المسجد فقال أيها الناس إني قد أجرت بين الناس ثم ركب بعيره وانطلق فلما قدم عل قريش قالوا له ما وراءك ؟ فقص شأنه وإنه قد أجار بين الناس قالوا فهل أجاز محمد ذلك ؟ قال لا قالوا والله إن زاد الرجل عل أن لعب بك ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجهاد وأمر أهله أن يجهزوه ثم علم الناس بأنه يريد مكة وقال اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتهم في بلادهم ثم مض رسول الله صل الله عليه وسلم لسفره واستخلف عل المدينة كلثوم بن الحصين الغفاري وخرج رسول الله صل الله عليه وسلم لعشر مضين من رمضان ومعه المهاجرون والأنصار وطوائف من العرب فكان جيشه عشرة آلاف فصام وصام الناس معه حتى إذا كان بالكايد - وهو الماء الذي بين قديد وعسفان - أفطر وبلغ ذلك قريشا فخرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يتجسسون الأخبار وكان العباس رضي الله عنه أسلم قديما وكان يكتم اسلامه فخرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يتجسسون الأخبار وكان العباس رضي الله عنه أسلم قديما وكان يكتم إسلامه فخرج بعياله مهاجرا فلق رسول الله صل الله عليه وسلم بالجحفة وقيل بذي الحليفة ثم حضر أبو سفيان بن حرب على يد العباس إلي النبي ( ص ) بعد أن استأمن له فأسلم وأسلم معه حكيم بن حزام وبديل بن زرقاء وممن أسلم يومئذ معاوية بن أبي سفيان وأخوه يزيد وأمه هند بنت عتبة وكان معاوية يقول إنه اسلم يوم الحديبية فكتم إسلامه عن أبيه وأمه وقال العباس يا رسول الله إن أبا العباس يحب الفخر فاجعل له شيئا يكون في قومه فقال من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل المسجد فهو من ومن أغلق عليه بابه فهو من ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن وكان فيمن خرج ولقى رسول الله صل الله عليه وسلم ببعض الطرق أبو سفيان بن الحارث وعبد الله بن أمية بن المغيرة بالابواء فاعرض عنهما فجاء إليه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله فقبلا وجهه فقال رسول الله ( ص ) ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ) وقبل منهما إسلامهما فأنشده أبو سفيان معتذرا إليه أبياتا فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال أنت طردتني كل طرد وكان أبو سفيان بعد ذلك ممن حسن إسلامه ويقال إنه ما رفع رأسه إلى رسول الله ( ص ) منذ أسلم حياء منه وكان رسول الله صل الله عليه وسلم يحبه ويشهد له بالجن ويقول أرجو أن يكون خلفا من حمزة ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تركز راية سعد بن عباد بالحجون لما بلغه إنه قال اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكعبة فقال كذب سعد ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة ويوم تكسي فيه الكعبة وأمر خالد بن الوليد أن يدخل من أعلا مكة من كداء في بعض الناس وكل هؤلاء الجنود لم يقاتلوا لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القتال إلا أن خالد بن الوليد لقيه جماعة من قريش فرموه بالنبل ومنعوه من الدخول فقاتلهم خالد فقتل من المشركين ثمانية وعشرين رجلا فلما ظهر النبي ( ص ) عل ذلك قال ألم أنهكم عن القتال ؟ فقالوا له إن خالدا قوتل فقاتل وقتل من المسلمين رجلان ودخل النبي ( ص ) من كدا وهو عل ناقته يقرأ سورة الفتح ويرجع وكان فتح مكة يوم الجمع لعشر بقين من رمضان ودخل رسول الله ( ص ) مكة وملكها عنوة بالسيف وإلى ذلك ذهب مالك وأصحابه وهو الصحيح من مذهب أحمد رضي الله عنه وقال أبو حنيف والشافعي رضي الله عنهما إنها فتحت صلحا والله أعلم ولما دخل رسول الله صل الله عليه وسلم مكة كان عل الكعبة ثلاثمائة وستون صنما قد شد لهم إبليس أقدامها برصاص فجاء ومعه قضيب فجعل يومي إلى كل صنم منها فيخر لوجهه فيقول ( جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) حتى مر عليها كلها واتى النبي صلى الله عليه وسلم وحشي بن حرب - قاتل حمزة رضي الله عنه - وهو يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقال رسول الله صل الله عليه وسلم أوحشي ؟ قال نعم قال أخبرني كيف قتلت عمي ؟ فأخبره فبكى وقال غيب وجهك عني ولما دخل رسول الله صل الله عليه وسلم مكة كانت عليه عمامة سوداء فوقف عل باب الكعب وقال لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم قال يا معشر قريش ما ترون إني فاعل بكم ؟ قالوا خيرا أخ كريم وابن أخ كريم قال اذهبوا فأنتم الطلقاء فأعتقهم رسول الله ( ص ) وكان الله تعال قد أمكنه منهم فكانوا له فيئا فبذلك سمي أهل مكة الطلقاء ولما اطمأن الناس خرج رسول الله صل الله عليه وسلم إلى الطواف فطاف بالبيت سبعا عل راحلته واستلم الركن بمحجن كان في يده ودخل الكعبة ورأى فيها الشخوص عل صورة الملائكة وصورة إبراهيم وفي يده الازلام يستقيم بها فقال قاتلهم الله جعلوا شيخنا يستقيم بالازلام ما شأن إبراهيم والأزلام ثم أمر بتلك الصورة فطمست وصل في البيت ثم جلس ( ص ) عل الصفا واجتمع الناس لبيعته عل الإسلام فكان يبايعهم على السمع والطاعة لله ولرسوله فبايع الرجال ثم النساء ولما جاء وقت الظهر يوم الفتح إذن بلال عل ظهر الكعبة فقال الحارث ابن هشام ليتني مت قبل هذا وقال خالد بن أسيد لقد اكرم الله أبي فلم ير هذا اليوم فخرج عليهما رسول الله ( ص ) ثم ذكر لهما ما قالاه فقال الحارث ابن هشام أشهد إنك رسول الله ما أطلع عل هذا أحد فنقول أخبرك وقام علي رضي الله عنه ومفتاح الكعبة في يده فقال يا رسول الله اجمع لنا الحجابة مع السقاية فقال رسول الله صل الله عليه وسلم أين عثمان بن طلحة ؟ فدعي له فقال هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم بر ووفاء وقال خذوها تالدة خالدة لا ينزعها منكم إلا الظالم يا عثمان إن الله استأمنكم عل بيته فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف وذكر إن فضالة ابن عمير أراد قتل النبي صل الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتح فلما دنا منه قال رسول الله ( ص ) أفضالة ؟ قال نعم فضالة يا رسول الله ثم قال ما كنت تحدث به نفسك ؟ قال لا شيء كنت أذكر الله تعال فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال استغفر الله ووضع يده على صدره فمكن قلبه قال فضالة والله ما رفع يده عن صدري حتى ما خلق الله تعال شيئا أحب إلي منه وبعث النبي صل الله عليه وسلم السرايا إلى الأصنام التي حول مكة فسروها وناد مناديه بمكة من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنما إلا كسره ولما بعث السرايا حول الكعبة إلى الناس يدعوهم إلى الإسلام ولم يأمرهم بقتال وكان من السرايا سرية خالد بن الوليد فنزل على ماء لبني خزيمة فأقبلوا بالسلاح فقال لهم خالد ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا فوضعوه فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا فقتل منهم من قتل فلما بلغ ذلك النبي صل الله عليه وسلم رفع يديه وقال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد - مرتين - ثم أرسل علي بن أبي طالب ( رض ) بمال وأمره أن يؤدي لهم الدماء والأموال ففعل ذلك ثم سألهم هل بقي لكم دم أو مال ؟ فقالوا لا وكان قد فضل مع علي رضي الله عنه قليل مال فدفعه إليهم زيادة تطيب لقلوبهم وأخبر النبي ( ص ) بذلك فأعجبه وفيها كانت غزوة حنين وهوازن وكانت في شوال سنة ثمان من الهجرة الشريفة وحنين واد بينه وبين مكة ثلاثة أميال ولما فتحت مكة تجمعت هوازن بخيولهم وأموالهم لحب رسول الله ( ص ) ومقدمهم مالك بن عوف النضري وانضمت إليه ثقيف وهم أهل الطائف وبنو سعد وهم الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم مرتضعا عندهم فلما سمع النبي ( ص ) باجتماعهم خرج من مكة لست خلون من شوال وخرج معه اثنا عشر ألفا ألفان من أهل مكة وعشرة لاف كانت معه وحضرها جماعة كثيرة من المشركين وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهى إلى حنين وركب بغلته الدلدل وقال رجل من المسلمين - لما رأى كثرة من مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - لن يغلب هؤلاء من قلة وفي ذلك نزل قوله تعالى ( ^ ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا ) ولما التقوا انهزم المسلمون لا يلوي أحد عل أحد وإنجاز رسول الله ( ص ) في نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته واستمر رسول الله صل الله عليه وسلم ثابتا وتراجع المسلمون واقتتلوا قتالا شديدا وقال النبي صلى الله عليه وسلم لبغلته البدي فوضعت بطنها عل الأرض وأخذ حفنة من تراب فرمى بها في وحجه المشركين فكانت الهزيمة عليهم ونصر الله المسلمين واتبع المسلمون المشركين يقتلونهم ويأسرونهم ولما فرغ النبي صل الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر على جيش لغزوة أوطاس فاستشهد رضي الله عنه وانهزمت ثقيف إلى الطائف و أغلقوا باب مدينتهم فسار النبي صل الله عليه وسلم وحاصرهم نيفا وعشرين يوما وقاتلهم بالمنجنيق وأمر بقطع أعناقهم ثم رحل عنهم فنزل بالجعرانة وأتى إليه بعض هوزان ودخلوا عليه فرد عليهم نصيبه ونصيب بني عبد المطلب ورد الناس أبناءهم ونساءهم ثم لحق مالك بن عوف - مقدم هوزان - برسول الله ( ص ) وأسلم وحسن إسلامه واستعمله رسول الله صل الله عليه وسلم عل قومه وعل من أسلم من تلك القبائل وكان عدة السبي الذي أطلقه ستة آلاف ثم قسم الأموال وكانت عدة الإبل أربعة وعشرين ألف بعير والغنم أكثر من أربعين ألف شاة ومن الفضة أربعة الآف أوقية وأعطى المؤلفة قلوبهم مثل أبي سفيان وابنيته يزيد ومعاوية وسهل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام أخي أبي جهل وصفوان ابن أمية وهؤلاء من قريش وأعط الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن ومالك بن عوف - مقدم هوازن - وأمثالهم فأعطى لكل من الأشراف مائة من الإبل وأعط الآخرين أربعين أربعين وأعطى العباس بن مرادس السلمي أباعر لم يرضها وقال في ذلك أبياتا
( فأصبح نهبي ونهب العبي
بين عينية والأقرع )
( وما كان حصن ولا حابس
يفوقان مرادس في مجمع )
( وما كنت دون امرئ منهما
ومن تضع اليوم لم يرفع ) فروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اقطعوا عني لسانه فأعطي حتى رضي ولما فرق رسول الله ( ص ) الغنائم لم يعط الأنصار شيئا فوجدوا في أنفسهم فدعاهم رسول الله ( ص ) فقال إن قريشا حديث عهد بجاهلية ومصبئة وإني أردت أن أحبوهم أتألفهم أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا وترجعون برسول الله إلى بيوتكم ؟ قالوا بلى قال والله لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت وادي الأنصار وشعب الأنصار ثم اعتمر رسول الله صل الله عليه وسلم وعاد إلى المدينة واستخلف عل مكة عتاب بن اسيد وهو شاب لم يبلغ عشرين سنة وترك معه معاذ بن جبل يفقه الناس وحج بالناس في هذه السنة عتاب بن اسيد على ما كانت تحج عليه العرب وفي ذي الحجة سنة ثمان ولد إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم من مارية القطبية وفي السنة المذكورة مات حاتم الطائي وكان يضرب بجودة وكرمه المثل وكان من الشعراء المجيدين ثم دخلت السنة التاسعة من الهجرة الشريفة فيها فرض الله الحج على الصحيح وفيها ترادفت وفود العرب عل رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفد كعب بن زهير بن أبي سلم بعد أن كان النبي ( ص ) أهدر دمه ومدحه بقصيدته المشهورة وهي
पृष्ठ 211