المصطلحات الحديثية بين الاتفاق والافتراق
المصطلحات الحديثية بين الاتفاق والافتراق
शैलियों
(١) استشهد ابن حجر لما ذكره بأمثلة لما حسّنه الترمذي في كتابه، فقال: من أمثلة ما وصفه الترمذي بالحسن وهو من رواية الضعيف السيئ الحفظ: ١ - ما أخرجه في سننه كتاب النكاح، باب ما جاء في مهور النساء، من طريق شعبة عن عاصم ابن عبيدالله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال: "إن امرأة من بني فزارة تزوجت على نعلين، فقال رسول الله ﷺ: «أرضيت من نفسك ومالك بنعلين؟». قال الترمذي: هذا حديث حسن. ٢/ ٤١١ ح (١١١٣). وفي الباب عن عمر وأبي هريرة وعائشة ﵃، وذكر جماعة غيرهم. وعاصم بن عبيدالله ضعفه الجمهور ووصفوه بسوء الحفظ وعاب ابن عيينة على شعبة الرواية عنه، وقد حسن الترمذي حديثه هذا لمجيئه من غير وجه كما شرط، والله أعلم. ٢ - ومن أمثلة ما وصفه الترمذي بالحسن وهو من رواية الضعيف الموصوف بالغلط والخطأ: ما أخرجه في سننه كتاب البيوع، باب ما جاء في النهي للملم أن يدفع إلى الذمي الخمر ليبيعها، من طريق عيسى بن يونس عن مجالد عن أبي الوداك، عن أبي سعيد ﵁ قال: كان عندنا خمر ليتيم، فلمّا نزلت المائدة، فقال رسول الله ﷺ: «أهريقوه». قال: هذا حديث حسن. ٢/ ٥٤٤ ح (١٢٦٣). قلت: ومجالد ضعفه جماعة ووصفوه بالغلط والخطأ، وإنما وصفه بالحسن لمجيئه من غير وجه عن النبي ﷺ من حديث أنس، وغيره ﵃ وذكر ابن حجر غيرها من الأمثلة لأحاديث حسّنها الترمذي لرواة ضُعّفوا لسوء حفظهم وكثرة غلطهم، جاء ما يعضدها من المتابعات والشواهد. ينظر: ابن حجر، النكت، ١/ ٣٨٨ - ٣٩٢ بتصرف. (٢) من أمثلة ما وصفه الترمذي بالحسن وهو من رواية من سمع من مختلط بعد اختلاطه: - ما أخرجه في سننه كتاب الصلاة، باب ما جاء في الإمام ينهض في الركعتين ناسيا، من طريق يزيد ابن هارون عن المسعودي عن زياد بن علاقة قال: "صلى بنا المغيرة بن شعبة ﵁ فلما صلى ركعتين قام فلم يجلس فسبح به من خلفه، فأشار إليهم أن قوموا، فلما فرغ من صلاته سلم وسجد سجدتي السهو وسلم". وقال: "هكذا صنع رسول الله ﷺ ". قال الترمذي: هذا حديث حسن. ١/ ٤٧٤ ح (٣٦٥). قلت: "والمسعودي اسمه: عبدالرحمن وهو ممن وصف بالاختلاط وكان سماع يزيد منه بعد أن اختلط. وإنما وصفه بالحسن لمجيئه من أوجه أخر بعضها عند المصنف أيضا والله أعلم. ينظر: ابن حجر، المرجع السابق، ١/ ٣٩٣. (٣) من أمثلة ما وصفه بالحسن وهو منقطع الإسناد: - ما أخرجه في سننه كتاب المناقب، باب مناقب أبي الفضل عم النبي ﷺ وهو العباس بن عبدالمطلب ﵁، من طريق عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي ﵁ قال: "إن النبي ﷺ قال لعمر في العباس ﵁: «إن عم الرجل صنو أبيه». وكان عمر ﵁ تكلم في صدقته. وقال: هذا حديث حسن.٦/ ١١٢ ح (٣٧٦٠). قلت: "أبو البختري: اسمه سعيد بن فيروز ولم يسمع من علي ﵁ ". فالإسناد منقطع ووصفه بالحسن؛ لأن له شواهد مشهورة من حديث أبي هريرة وغيره، وأمثلة ذلك عنده كثيرة. ينظر: ابن حجر، المرجع السابق، ١/ ٣٩٦. (٤) من أمثلة ما وصفه الترمذي بالحسن وهو من رواية مدلس قد عنعن: - ما أخرجه في سننه كتاب الجنائز، باب ما جاء في أن المؤمن يموت بعرق الجبين، من طريق يحيى ابن سعيد عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن عبدالله بن بريدة عن أبيه ﵁ عن النبي ﷺ قال: "المؤمن يموت بعرق الجبين". قال: "هذا حديث حسن". ٢/ ٣٠١ ح (٩٨٢). وقد قال بعض أهل العلم: "لم يسمع قتادة من عبد الله بن بريدة ﵁ قلت: وهو عصريه وبلديه كلاهما من أهل البصرة ولو صح أنه سمع منه فقتادة مدلس معروف بالتدليس، وقد روى هذا بصيغة العنعنة، وإنما وصفه بالحسن؛ لأن له شواهد من حديث عبدالله بن مسعود وغيره ﵃ - ومن ذلك ما أخرجه الترمذي في سننه كتاب الجمعة، باب في السواك والطيب يوم الجمعة، من طريق هشيم عن يزيد عن أبي زياد عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب ﵃ قال: قال رسول الله ﷺ: "إن حقا على المسلمين أن يغتسلوا يوم الجمعة وليمس أحدهم من طيب أهله فإن لم يجد فالماء له طيب". قال: "هذا حديث حسن".١/ ٦٦٢ ح (٥٢٨). قلت: "وهشيم موصوف بالتدليس، لكن تابعه عنده أبو يحيى التيمي". وللمتن شواهد من حديث أبي سعيد الخدري وغيره ﵃ ابن حجر، المرجع السابق، ١/ ٣٩٤ - ٣٩٥ بتصرف يسير.
1 / 196