كشف شبهات الصوفية
كشف شبهات الصوفية
प्रकाशक
مكتبة دار العلوم
प्रकाशक स्थान
البحيرة (مصر)
शैलियों
ثانيًا: الرد على من زعم رؤية النبي ﵌ يقظة بعد موته!!
يزعم البعض أن الرسول ﵌ حي في قبره كحياتنا، ولو كان الأمر كذلك لما انصرف الصحابة ﵃ عن الصلاة وراءه ﵌ إلى الصلاة وراء غيره ممن لا يدانيه أبدًا في منزلته وفضله.
رؤية النبي ﵌ يقظة غير ممكنة والدليل على ذلك: أن أمورًا عظيمة وقعت لأصحاب رسول الله ﵌ وهم أفضل الأمة بعد نبيها كانوا في حاجة ماسة إلى وجوده بين أظهرهم ولم يظهر لهم، نذكر منها:
١ - أنه وقع خلاف بين الصحابة بعد وفاة النبي ﵌ بسبب الخلافة، فكيف لم يظهر لأصحابه ويفصل النزاع بينهم.
٢ - اختلاف أبي بكر الصديق مع فاطمة ﵄ على ميراث أبيها ﵌ فاحتجت فاطمة عليه بأنه إذا مات هو إنما يرثه أبناؤه فلماذا يمنعها من ميراث أبيها؟ فأجابها أبو بكر بأن النبي ﵌ قال: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث وما تركنا صدقة» (رواه البخاري).
٣ - الخلاف الذي وقع بين طلحة والزبير وعائشة من جهة وعلي بن أبي طالب وأصحابه ﵃ أجمعين من جهة أخرى، والذي أدى إلى وقوع معركة الجمل، فقتل فيها خلق كثير من الصحابة والتابعين، فلماذا لم يظهر لهم النبي ﵌ حتى يحقن هذه الدماء؟
٤ - الخلاف الذي وقع بين علي بن أبي طالب ﵁ مع الخوارج، وقد سفكت فيه دماء كثيرة، ولو ظهر الرسول ﵌ لرئيس الخوارج وأمره بطاعة إمامه لحقَن تلك الدماء.
٥ - النزاع الذي وقع بين علي ومعاوية ﵄ والذي أدى إلى وقوع حرب صفين حيث قتل خلق كثير جدًا منهم عمار بن ياسر. فلماذا لم يظهر النبي ﵌ حتى تجتمع كلمة المسلمين وتحقن دمائهم.
أقوال بعض أهل العلم في هذه المسألة:
١ - ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري) (١٢/ ٣٨٥) «أن ابن أبى جمرة نقل عن جماعة من المتصوفة أنهم رأوا النبي ﵌ في المنام ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة
1 / 49