139

كشف شبهات الصوفية

كشف شبهات الصوفية

प्रकाशक

مكتبة دار العلوم

प्रकाशक स्थान

البحيرة (مصر)

शैलियों

السذج، ويزعمون هذا من دينهم، ولكن ليس هذا من الدين في شيء ... والحكايات التي تحكي عن الخضر إنما هي مخترعات ما أنزل الله بها من سلطان
هل الخضر نبي أم ولي؟ قد اختلف العلماء في ذلك، والأظهر أنه نبي - كما يبدو من قول الله ﷿: ﴿وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي﴾ (الكهف: ٨٢) أي ليس لي دخل في الذي فعلت فهي دليل على أنه فعل ذلك عن أمر الله، ومن وحيه لا من عند نفسه. فالأرجح أنه نبي وليس مجرد ولي.
وممايؤكد أنه نبي أن الله ﵎ قال: ﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا﴾ والله ﵎ لا يؤتي هذا العلم الا لنبي.
فالخضر ﵇ على قول أغلب العلماء نبي. وليس بعجيب أن يتعلم نبي من نبي.
قد يقول البعض: وهل ينبني على ذلك حكم؟ نقول نعم فقد قيل: «إن أول عقدة تحل من الزندقة أن يكون الخضر نبيًا»؛ لأن غلاة الصوفية يزعمون أن الولي أعظم من النبي مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي. فالولي عندهم أعظم من النبي. وهذا ضلال مبين وزندقة؛ لأن النبوة ليست مكتسبة. إن النبوة منحة من الله ﷿ لا تكتسب فلذلك كان إثبات أن الخضر نبي أول عقدة تحل من هذا الحبل الطويل من الزندقة.
هل الخضر أعلم من موسى سدد خطاكم؟ الجواب: لا؛ لأن الخضر ﵇ كان أعلم منه بهذه الجزئية التي علمه الله تعالى اياها فقط، أما في بقية العلم فلا شك أن موسى ﵇ أعلم، ولا شك أن موسى أفضل من الخضرسدد خطاكم؛ لذلك قال له الخضر لما نقر العصفور من ماء البحر، قَالَ: «يَا مُوسَى، إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ اللهُ لَا تَعْلَمُهُ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللهِ عَلَّمَكَهُ اللهُ لَا أَعْلَمُهُ»، فهنا الخضر ﵇ إنما هو أعلم من موسى بهذه الجزئية فقط.

1 / 163