कुमदत रिकाया
عمدة الرعاية بتحشية شرح الوقاية
शैलियों
وسبب قتله: إنه كان جمع كثير من الأتراك في تلك النواحي مشغولين بالظلم والإضلال تاركين أحكام الشرع، فأفتى الشيخ نظام الدين بكفرهم، ولما وقفوا عليه جمعوا العسكر ووصلوا إلى هراة، ولم تكن للسلطان عند ذلك طاقة مقاومتهم، ودفعهم فتحصن بحصن، فأرسلوا إليه سفيرا، وقالوا: غرضنا من اشتعال نار القتال قتل الذي أفتى بكفرنا لا غير، فإن كان المقصود حفظ أهل هراة وأموالهم وأولادهم فليخرجوا ذلك المفتي إلينا، ولما كان الأمر ضيقا بأهل هراة ووقعوا في الاضطرار والتحير، وقع الإفتاء منهم بأن تحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام جائز، وأرسلوه إلى الشيخ، فاطلع على مرادهم، فنزل عن المنبر وغسل ولبس أحسن الثياب، وخرج من البلد، فأخذه الظالمون عند ذلك وقتلوه. انتهى ملخصا.
ومثله في ((روضات الجنات في فضائل هراة))(1)، لكن ذكر فيه مقتله في ذي العقدة سنة (سبع وثلاثين وسبعمئة)، وقال ابن هبته فصيح الدين الهروي في شرحه لل((وقاية)) في (كتاب الزكاة) قال صدر الشريعة: فانظر إلى هذا الذي أدرج في الإيمان ركنا آخر، كيف يتمسك بهذه الرواية، فسوغ لولاة هراة أخذ العشور والزكاة بالصفة المعلومة، بل فرض عليهم ذلك، وحكم بكفر من أنكره، والصفة المعلومة أن يحرض الأعونة في أخذ الخارج عن الأرض أضعافا مضاعفة ، فيضعوا على الملاك القيم، ويأخذوها جبرا وقهرا، ويصرفوها كما هو عادة أهل الإسراف والإتراف.
पृष्ठ 208