[201_2]
بلغني استقلالك لما ألطفت، والذي نحن عليه من الأنس سهل علينا الحشد لك في البر، فأهدينا هدية من لا يحتشم إلى من لا يغتنم.
وكان يقول في إبراهيم بن المهدي: القلوب من غنائه على خطر، فكيف الجيوب.
كتب إلى بعض إخوانه يهنئه بمولود: بارك الله في مولودك الذي أتاك، وهناك نعمته بعطيته، وملاك كرامته بفائدتك، وأدام سرورك بزيادته، وجعله بارا تقيا، ميمونا مباركا زكيا، ممدودا له في البقاء، مبلغا غاية الأمل، مشدودا به عضدك، مكثرا به ولدك، مداما به سرورك، فدفوعا به الآفات عنك، مشفوعا بأكثر العدد من طيب الولد.
وله في مثل ذلك: هناك الله هذه الفائدة التي أفادكها، وبارك الله في الهبة التي رزقكها، وشفعها بإخوة متواترين، يسرونك في حياتك، ويخلفونك في عقبك.
وله: وهنأ الله أمير المؤمنين نعمه، وملاه كرامته، وأولى له فتوحه، وأدام إعزازه، وتولى حياطته وكفايته، فيما دنا منه وما غاب عنه، وأطال الله بقاءه والإمتاع به.
وكتب في تهنئه بمولود: أما بعد فليس من أمر يجعل الله لك فيه سرورا إلا كننت به بهجا، واعتد فيه بالنعمة من الله الذي أوجب علي من حقك، وعرفني من جميل رأيك، فزادك الله خيرا، وأدام إحسانه إليك، وقد بلغني أن الله وهب لك غلاما سريا أجمل صورته، وأتم خلقه، وأحسن فيه البلاء عندك فاشتد سروري بذلك، وأكثرت حمد الله عليه، فبارك الله فيه، وجعله بارا تقيا، يشد عضدك، ويكثر عددك، ويقر عينك.
وله في فتح السند: الحمد لله ولي الحمد، وأهل الثناء والمجد، خالق الخلق، ومدبر الأمر، والمسبغ على عباده، والموجب عليهم حجته، فليسوا يرجون إلا سعة فضله، ولا يحذرون إلا ما اجترحوا من معصيته، لما سبق من جزيل إحسانه، وتظاهر من امتنانه، وتقدم به الإعذار والإنذار اللذان لا يستخف بما عظم منهما،
पृष्ठ 201