Ulum al-Hadith wa Mustalah
علوم الحديث ومصطلحه
प्रकाशक
دار العلم للملايين
संस्करण संख्या
الخامسة عشر
प्रकाशन वर्ष
١٩٨٤ م
प्रकाशक स्थान
بيروت - لبنان
शैलियों
فمن هذا الحديث اسننبط العلماء كَثِيرًا من المسائل الفقهية التي صدروا فيها عن سماحة الاسلام في معالجة الضمير البشري وتعويله على القلوب والسرائر لا على الصور والأشكال (١).
وإذا كان للرحلات مثل هذا الأثر في توحيد التشريع والاعتقاد، فلا بد من التشدُّدِ في الأسانيد، لمعرفة كل رجل ورد اسمه في سلسلة الإسناد، لأنَّ «مَعْرِفَةُ الرِّجَالِ نِصْفُ العِلْمِ» كما يقول علي بن المديني (٢). لذلك اشترطوا لقبول رواية الطالب الذي يزعم أنه رحل في الحديث وتعب أنْ يسرد من حفظه أسماء سلسلة الإسناد جميعًا، ثم يضيف اليها في آخرها اسمه، لِيُعْلَمَ أنْ قد سمع حقًا مايرويه، وإلاَّ عُدَّ متساهلًا وترك الاحتجاج بحديثه (٣)، ولو كان إمامًا واسع العلم مشهودأ له بالفضل. فالذهبي (٤) يقول في ابن لهيعة (١٧٤ هـ) «الإمام الكبير قاضي الديار المصرية» (٥)، ويروي عن ابن حنبل أنه قال فيه: «مَا كَانَ
_________
(١) ومن أطرف ما نذكره - في هذا المجال - أنَّ المستشرق ابن الورد Ahlward استقصى في بعض مباحثه سبعين مسألة فقهية استنبطها الإمام الشافعي من حديث النية. وانظر: Ahlwardt،II، ١٦٥.no. ١٦٢ وقد وفق في هذا البحث، لأنه جمع واستقصاه لما ورد عن الإمام الشافعي من غير مناقشة. ولو بدأ يناقش لوقع فيما يقع فيه إخوانه المستشرقين من الخطأ والزلل.
(٢) راجع قوله في " الجامع لأخلاق الراوي ": ٩/ ١٦٤ وجه ١.
(٣) وتجد في " الكفاية للخطيب البغدادي ": ص ١٥٢ بابًا خاصًا في ترك الاحتجاج بمن عرف بالتساهل في رواية الحديث.
(٤) هو الحافظ شمس الدين، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قيماز التركماني الفارقي الأصل الذهبي، من أشطر كتبه " ميزان الاعتدال " و" تذكرة الحفاظ " تُوُفِّيَ سَنَةَ ٧٤٨.
(٥) " تذكرة الحفاظ ": ١/ ٢٣٨.
1 / 60