وأصلح تليماك من شأنه وقال: «أيها السيد يوريماخوس، إن يقيني أن أبي قد انتهى، ولن تغريني هذه الكلمات المعسولة التي يتشدق بها المنجمون. أما هذا الضيف ... هو من أصدقاء أبي طبعا، وقد أقبل لمجرد الضيافة، وهو الأمير منتش أمير البحارين، وسيد تافوس، وابن سيد هذا الزمان، الملك الشجاع إنخيالوس.»
قالها تليماك وهو أعرف الناس بضيفه، ثم انثنى كل إلى مخيمه، وانثنى تليماك إلى مخدعه بالطابق العلوي، حيث كانت مربيته يوريكليا تنتظره وتوقد له الشموع والسرج، يا لها من أنثى طيبة تخلص لمولاها وتحنو عليه! لسرعان ما خلع ملابسه فعطرتها وحفظتها، ولسرعان ما هيأت له فراشه الوثير!
وقضى تليماك ليلة نابغية ممتلئة بالهواجس والأفكار.
بعد ضياع أوديسيوس هاجرت الفضيلة هذا القصر العظيم وطمع العاديات في أهله.
تليماك يجادل العشاق
موهت أورورا
1
ابنة الفجر الوردية مشرق الأفق، فهب ابن أوديسيوس من مرقده وأصلح من شأنه وتقلد سيفه،
2
ثم انفتل مختالا، كأحد آلهة الأولمب من باب مخدعه، وجعل يقلب عينيه في هذه الخيام المضروبة التي تملأ حديقة القصر والتي يثوي فيها أولئك الفجار الأشرار عشاق بنلوب، وتلبث قليلا وفي القلب لظى، وفي النفس كلوم، ثم صاح بالملأ فهبوا مسرعين، وأخذوا ينسلون إلى الردهة الكبرى، حتى إذا انتظم عقدهم والتأم شملهم تقدم هو متهدجا نحو عرش أبيه، وفي يمينه رمح ظامئ إلى تلك الدماء النجسة التي تتدفق في أبراد تلك الذئاب، وعن جانبيه كلباه الضاربان، وفي عيني كل منهما جمرتان، وكانت مينرفا نفسها تضفي على الشاب سيماء النبل، وترقرق فوق ناصيته أمواها من العظمة والمجد؛ لتقذف منه الرعب في قلوب أعدائه حتى لبهرهم أن يروا في تليماك ذاك الضرغامة المختال.
अज्ञात पृष्ठ