Taphians
محبي المجاذيف. ها أنا ذا قد جئت الآن إلى هنا، كما ترى، بسفينة وملاحين، وإبان سفري عبر البحر القاتم كالخمر، مررت بقوم غريبي اللغة، وأنا في طريقي إلى تيميسي
Temese
بحثا عن النحاس، وها أنا ذا أحمل معي بعض الحديد البراق. إن سفينتي راسية هناك بجانب الحقول بعيدا عن المدينة، في ميناء رايثرون
Rheithron ، أسفل نايون
Neion
الكثيقة الغابات. إننا لنعتبر أنفسنا صديقين، كما كان آباؤنا أصدقاء منذ القدم. نعم، ولو أردت، فاذهب واسأل المحارب العجوز، لايرتيس
Laertes ،
25
الذي يقولون إنه لن يأتي بعد الآن إلى المدينة، بل يظل بعيدا في الحقول يقاسي الآلام، وتخدمه كأمة عجوز شمطاء، تقدم له الطعام والشراب، بعد أن يتملك التعب من أطرافه، وهو يحبو خلال أرض كرومه. والآن، ها أنا ذا قد جئت؛ إذ يقول الناس بصدق إن أباك كان بين قومه، ولكن للأسف، إن الآلهة هي التي تقف في طريق عودته؛ لأن أوديسيوس العظيم لم يهلك بعد على سطح الأرض، ولكنه، كما أعتقد، لا يزال حيا محجوزا فوق البحر الفسيح في جزيرة يحوطها البحر، ويحتجزه قوم قساة، متوحشون، ويمنعونه من المجيء، ربما ضد رغبته الشديدة. بيد أنني أتنبأ لك الآن، حيث قد وضع الخالدون النبوءة في قلبي، وكما أعتقد أنه سيحدث، رغم كوني لست قطعا بعراف ولست خبيرا في التطير، أن أباك لن يغيب طويلا عن وطنه العزيز، حتى لو قيد بأصفاد من الحديد. إنه سيدبر طريق عودته؛ إذ إنه كثير الحيل، ولكن تعال، أخبرني بما سأسألك عنه، وكن صادقا في قولك، كما أنت طويل هذا الطول الفارع. هل أنت حقيقة ابن أوديسيوس نفسه؟ إن هناك شبها عجيبا بين رأسك وعينيك الجميلتين، وبين والدك؛ فقد كنا نلتقي سويا، كثيرا، قبل رحيله إلى بلاد طروادة، التي ذهب إليها أيضا، أشجع الأرجوسيين في سفنهم الواسعة. غير أنني لم أر أوديسيوس منذ ذلك اليوم، كما أنه لم يرني أيضا.»
अज्ञात पृष्ठ