وأوحت إليها في نومها بأن تذهب لتغسل ملابسها عند شاطئ النهر استعدادا للاحتفال بزواجها القريب. وفي الصباح تستيقظ الفتاة وتذهب إلى النهر وهناك تجد البنات مجتمعات يغسلن ملابسهن فتشرف ناوسيكا عليهن. وبينما هن كذلك إذ ترمي الربة أثينا بحجر في النهر فتصيح البنات، ويكون هذا داعيا لإيقاظ أوديسيوس من نومه، وكان نائما بين الأعشاب بالقرب من النهر، فلما يرى هؤلاء الفتيات يتردد أولا ولا يعرف ما هو مقدم عليه، فيخرج من وسط الأعشاب وينزع عنه ملابسه وينزل إلى النهر ليستحم، فتراه البنات بهذه الصورة فيستولي عليهن الحياء، ثم ينتهي هذا المنظر الذي كله روعة وجمال، ويتبعه منظر آخر فيه يتقدم أوديسيوس إلى البنت ناوسيكا متضرعا متوسلا لتستمع إليه وترأف بحاله وتعطف عليه عطفا كبيرا، وتقول إنها اشتمت فيه رائحة الملوك. وتشير عليه بما يجب عمله فيتبعها مترجلا حتى أبواب المدينة. وهناك ينتظر حتى تعود إليه، وعندئذ يدخل أوديسيوس المدينة ويسأل عن الطريق، وتأمر ناوسيكا خادماتها بمعاملته معاملة الضيف ، ثم يعرج أوديسيوس إلى معبد الربة أثينا ويقوم بفروض العبادة لها.
الأنشودة السابعة
تتقدم الربة أثينا من أوديسيوس متنكرة في زي إحدى بنات شعب الفياكيين، وتأخذ بيد أوديسيوس وتقوده إلى قصر الملك الحاكم على الجزيرة، ويطلب إليه أن يستضيفه فيجيبه إلى طلبه. وبعد ذلك يقص أوديسيوس على مسامع الملك مخاطراته إبان رحلاته، فيعده ألكينوس بالعمل على عوده إلى وطنه.
الأنشودة الثامنة
يجتمع مجلس الشعب ويعرض الملك ألكينوس عليه موضوع أوديسيوس، ويوافق المجلس على عودته إلى جزيرة إيثاكا، ثم تقام مأدبة عند الملك ألكينوس يغني فيها الشاعر ديمودوكوس قصة النزاع الذي وقع بين أوديسيوس وأخيل، فلما سمع أوديسيوس هذا الغناء راح يبكي، فلاحظه ألكينوس ولكنه لم يقل شيئا، ثم يأمر الناس بالانتقال إلى سوق المدينة لإقامة الألعاب والمباريات والمسابقات الرياضية المختلفة. وهنا يسأل الملك أوديسيوس عن نوع المباريات التي يميل إليها، وعندئذ يتقدم شخص ويتهكم على أوديسيوس ويسخر منه ويقول إنه يشك في قدرة أوديسيوس على القيام بأية لعبة. غير أن أوديسيوس يجيب في سكون أنه يفضل لعبة القرص، ويتقدم إلى الميدان ويحرز قصب السبق. يتلو ذلك الرقص، وبعد هذا ينشد ديمودوكوس قصة الحب بين أريس وأفروديتي. ويتبع هذا تقديم الهدايا لأوديسيوس بمناسبة رحيله، وتتقدم ناوسيكا إليه بهداياها العظيمة.
هذه الأنشودة مفككة وضعيفة ينتقل فيها المرء من قصة إلى قصة؛ ولذا فمن المحتمل جدا أنها أضيفت إلى الأوديسة.
الأنشودة التاسعة
فيما تمد مأدبة يحدث فيها ما حدث في المأدبة السابقة. وفي هذه الأنشودة يرمي أوديسيوس قطعة من اللحم إلى الشاعر المغني ديمودوكوس، ويطلب منه أن يغني قصة حصار طروادة فيجيبه المنشد إلى مطلبه، وعندما يسمع أوديسيوس الغناء يأخذ في البكاء، ثم يسرد بعد ذلك قصة مخاطراته، قصة رحيله من طروادة أولا، ثم وصولا إلى جماعة الكوكونيس؛ حيث دارت بينه وبينهم رحى معركة فقد فيها أوديسيوس ستة أشخاص من رفاقه، ثم تهب زوبعة تجعلهم يرسون في أرض مجهولة ويبقون فيها يومين، ثم يذهبون بعد ذلك إلى شبه جزيرة البلوبونيز، وهناك تهب عاصفة أخرى شديدة تجعل من المستحيل عليهم أن يطوقوا شبه الجزيرة، فتذهب بهم الرياح إلى بلد يحب أهلها أكل اللوتس. ويرحل أوديسيوس بعد ذلك من هذه البلاد إلى بلاد الكوكلوبيس. وهناك يستولي أوديسيوس وأصدقاؤه على عدد من الماعز يأخذ أوديسيوس لنفسه منها عشرة ويعطي كلا من أصدقائه تسعة ثم يقيمون مأدبة وينامون حتى الصباح. وفي الصباح يركب هو وأصحابه سفينة صغيرة لاكتشاف بلاد الكوكلوبيس. ويهتم في هذه الرحلة بأخذ النبيذ الذي أعطاه له مارون
Maron
قسيس الإله أبولو، ثم يدخل بعد ذلك كهف بولوفيموس، وبعد ذلك يتمكن من الهرب من هذا الكهف هو وأصدقاؤه، ويعود إلى جزيرة قبرص حيث يقيمون مأدبة عظيمة.
अज्ञात पृष्ठ