उदबा कारब फी जाहिलिया व सदर इस्लाम
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
शैलियों
سمو حباب الماء حالا على حال
أو قوله:
مكر مفر مقبل مدبر معا
كجلمود صخر حطه السيل من عل
فلولا الصورة التمثيلية التي نجدها في البيتين لما كان من جامع بين الشاعر والماء، وبين الجواد والصخر، فقد جعل من خفة حركة الماء في تصاعد حببه شبها بخفة وصوله إلى حاجته دون أن يحدث جلبة. وجعل من الصخر الذي حطه السيل من جبل عال فمضى يتقلب ظهرا لوجه، يتنزى على الصخور يمنة ويسرة، هبوطا وارتفاعا، جامعا بينه وبين جواده في سرعة كره وفره، حتى لا يفرق بينهما لشدة اندفاعه.
وهذا الغموض الذي نقع عليه في شعر امرئ القيس، سواء كان بتشبيه أو بغير تشبيه، يمكننا أن نعده من محاسن أسلوبه؛ لأنه ليس من الشعر المغلق المعمى الذي يتيه القارئ في دياميسه دون أن يجد لها منفذا، وإنما هو ذلك اللمح الذي أشار إليه البحتري بقوله:
والشعر لمح تكفي إشارته
وليس بالهذر طولت خطبه
أو هو ذلك الغموض الذي عرفه أبو إسحاق الصابي فقال: «إن طريق الإحسان في منثور الكلام يخالف طريق الإحسان في منظومه؛ لأن الترسل هو ما وضح معناه، وأعطاك سماعه في أول وهلة. وأفخر الشعر ما غمض فلم يعطك غرضه إلا بعد مماطلة.»
ولامرئ القيس لغة تتجاذبها صلابة البدوي وخشونته، ورقة المتحضر المترف وسلاسته، فيها إيجاز بليغ امتازت به لغة الجاهليين على السواء، وفيها تعابير اختص بها الشاعر واصطلح عليها، فرددها غير مرة في مختلف قصائده، فما نخطئ نسبتها إليه عندما نقع عليها كقوله: «وقد أغتدي والطير في وكناتها، بمنجرد قيد الأوابد، درير كخذروف الوليد، له أيطلا ظبي وساقا نعامة إلخ ...» فعرفت له هذه الأشياء وأمثالها، وهي بعض خصائص أسلوبه.
अज्ञात पृष्ठ