उदबा कारब फी जाहिलिया व सदर इस्लाम
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
शैलियों
أهل الخورنق والسدير وبارق
والقصر ذي الشرفات من سنداد
11
وكذلك المدح الديني ووصف الحفلات في الأعياد الكبرى كما مدح النابغة بني غسان، وذكر موكبهم يوم الشعانين. ويتخلل المدح الحضري الأخبار والأساطير، فعل النابغة والأعشى. فنستدل بها على الثقافة التي اكتسبها شعراء البدو في رحلاتهم إلى المدن والأمصار، ومخالطتهم للشعوب المتحضرة.
ومما يحمد عليه الشاعر الجاهلي أنه حافظ على كرامته في مدح الملوك والسادات، فلم يتذلل لهم وهو في أشد الحاجة إلى رفدهم ومعروفهم، أو عطفهم ومساعدتهم. ولم نجد شاعرا حط من نفسه غير النابغة في اعتذارياته للنعمان بن المنذر، وغير الحطيئة في تصوير بؤسه وضعفه، وفي متاجراته الدنيئة بأعراض الناس، ومع أن الأعشى اتخذ الشعر تجارة فلم ينحدر به إلى الدنايا، ولا بذل ماء وجهه إلى ممدوحيه، وكذلك عدي بن زيد العبادي لم تغضض منه اعتذارياته إلى النعمان ، وكان سجينا عنده لا طليقا كالنابغة، وإن بدا عليه الألم المرير حين يرينا نفسه مكبلا بالحديد، مرتديا ثيابا بالية، فهو يحافظ على عزة نفسه وكرامة محتده، ولا يخشى أن ينافس أبا قابوس بالمجد والفضل، فيذكره بما له ولأبيه من النعمة عليه وعلى والده، ويذكره بالمصاهرة والمودة، وأنهم كانوا قبلهم ملوكا ذوي سلطان:
نحن كنا قد علمتم قبلكم
عمد البيت وأوتاد الإصار
12
ويستهل شعراء الجاهلية مدائحهم، في الغالب، بذكر الديار الخالية، والوقوف عليها للبكاء أو للتحية والسؤال، معددين المواضع التي توصل إليها، أو تحيط بها، متشوقين إلى أحبتهم يوم كانوا يعمرونها، مشببين بهم، مستعيدين ذكرى فراقهم، ثم يرحلون على ناقتهم مفرجين همهم، قاصدين إلى الممدوح، فيصفونها عضوا عضوا، ويصورون سرعتها ونشاطها، ثم ينتقلون إلى المدح بعد هذه المقدمة التقليدية التي تلزم الشريف أن يراعي حق الشاعر في قصده إليه دون غيره من مكان بعيد يعاني السهر والنصب، وسرى الليل، ولفح السموم. وربما جعل ناقته تتظلم شاكية ما يجشمها من مشقة الأسفار وشد الحبال، وفي ذلك ما فيه من استعطاف الممدوح، وإيجاب حقه عليه. قال المثقب العبدي:
إذا ما قمت أرحلها بليل
अज्ञात पृष्ठ