उदबा करब फी अक्सुर कब्बासिय्या
أدباء العرب في الأعصر العباسية
शैलियों
أهيس أليس لجاء إلى همم
يغرق الأسد في آذيها الليسا
101
فالأهيس والأليس والليس ثقيلة على السماع، ثم استشنعت لاجتماعها في بيت واحد، وقد فصل الشاعر بين النعت والمنعوت بغريب في قوله: يغرق الأسد في آذيها الليسا. وأشبع حركة الياء في أهيس وأليس؛ تشبها بالمتقدمين، مع أن المولدين أخذوا يتحامون أمثال هذا الزحاف بعد وضع العروض، والزحاف في شعر أبي تمام جد كثير، قلما خلت منه قصيدة، وربما تواطأت عدة زحافات على بيت واحد فحطمته تحطيما.
ولم يقتصر على الإسراف في البديع، والخروج على قواعد العروض؛ بل استباح قواعد النحو فلم يرع لها ذمة. وأدركت عليه سرقات كثيرة جره إليها جمعه لأشعار المتقدمين، وسعة روايته؛ فكان يسل المعاني الحسان ويدخلها في شعره، ولكن خصومه بالغوا في تسريقه، فزعم دعبل أن أبا تمام أغار على قصيدة لمكنف بن أبي سلمى من ولد زهير بن أبي سلمى فسرق أكثرها، وأدخله في قصيدته «كذا فليجل الخطب»، وروى صاحب «الأغاني» أبياتا منها جاء في أواخرها:
كأن بني القعقاع يوم مصابه
نجوم سماء خر من بينها البدر
توفيت الآمال يوم وفاته
وأصبح في شغل عن السفر السفر
وهذان البيتان تجدهما في رائية أبي تمام مع بعض التغيير، على أننا نشك في صحة ما زعم دعبل؛ لأن الأبيات التي ذكرها بينة التوليد لا تشبه أشعار المتقدمين، والأرجح أن دعبلا نظمها ونحلها ابن أبي سلمى؛ بغية إسقاط أبي تمام.
अज्ञात पृष्ठ