उदबा करब फी अक्सुर कब्बासिय्या
أدباء العرب في الأعصر العباسية
शैलियों
وما ينتهي من التشبيب بها إلا ليصف مجالس لهوه، ويتحدث بما يأتي من الأعمال الشائنة، فيشتد حينئذ مجونه، ويكثر فحشه واستهزاؤه، وتبدو أخلاقه بما فيها من مرض وفساد، وأحسن المجالس عنده في الرياض والبساتين، بين الأزهار والرياحين، وعلى الأخص إذا جاء فصل الربيع، ويطيب له الشراب على آلات الطرب وأصوات المغنين، يحف به الساقي والنديم، وتراه شديد الاهتمام بهما، يصفهما وصفا دقيقا، وقد يفضلهما على الخمرة التي يتعبد لها، وأكثر ما يكون ساقيه من الغلمان، فإذا وصفه شبهه بأبناء الخلفاء والملوك من عباسيين وغساسنة، وربما دارت عليه بالكأس جارية، ولكنها تكون غالبا غلامية مطمومة الشعر.
67
وإذا وصف النديم لمست في شعره عاطفة الإعظام له والعطف عليه، والعناية بمصاحبته ومداراته؛ فيطلعنا على أدبه معه، ثم على خير الندامى عنده، وعلى آداب المنادمة عموما، فيضع لأصحاب اللهو والشراب قوانين ليسيروا عليها، وعنايته باختيار النديم ثم إعظامه للخمر جعلاه يحرم شربها على اللئام، وعلى الذين ليسوا بأكفائها.
ولا يغفل عن وصف الكئوس فيقف إزاءها موقف مصور بارع، فيرسم ما عليها من التصاوير والخطوط؛ فيعطينا فوائد جليلة في حسن صناعتها عند الشعوب التي خالطت العرب، وفيما كان ينقش عليها من الصور التاريخية.
ثورته على القديم
وخمرياته تطلعنا على تجدده وثورته على القديم، فهو - كما عرفنا - شعوبي النزعة يؤثر الفرس على العرب، وينفر خصوصا من الحياة البدوية، ولا يأنس بأساليب الأعراب، من وقوف على الأطلال وبكاء على الدمن، ولا يلذ له وصف النوق والشياه والوحش والقفار، وإنما يطيب له أن يصف ملاهيه ومجالس لذته، فكان يهزأ بالشعراء الذين يقفون على الديار، ويبكون الأطلال البالية، ويستنطقون آثارها، ويسألونها عن ليلى وهند وسواهما من عرائس الشعر، ويدعوهم إلى اتباع مذهبه:
لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هند
واشرب على الورد من حمراء كالورد
آراؤه وعقائده
لم يكن لشاعرنا مذهب يعتمده إلا اللذة، فعليها وحدها بنى آراءه وعقائده، وفي خمرياته ومجونه يظهر لنا مذهبه هذا، مسخرا له أحكام الدين وشرائعه، قانعا من دنياه بكأس وحبيب:
अज्ञात पृष्ठ