उदबा करब फी अक्सुर कब्बासिय्या
أدباء العرب في الأعصر العباسية
शैलियों
وأفريقية. ومؤسسها أبو عبيد الله محمد الحبيب، فإنه ابتدأ يبث دعوته سرا. وعادة الشيعة أن تدعو للرضا من آل محمد دون أن تسميه تقية وخوفا عليه. فقصد محمد إلى اليمن ودعا أهلها وبشرهم بقرب ظهور المهدي المنتظر. واتصلت أخباره بالشيعة الذين في العراق فصاروا إليه فكثر جمعهم، ثم أنفذوا دعوتهم إلى المغرب فأذاعها وثبتها أبو عبد الله الشيعي المشهور.
ولما مات محمد الحبيب أوصى لابنه عبيد الله وقال له: «أنت المهدي.» فقام عبيد الله بالأمر، وكان ذلك في خلافة المكتفي، فطلبه الخليفة فهرب إلى مصر ومنها إلى طرابلس الغرب، وجاء سجلماسة فاعتقله عاملها أليسع بن مدرار ملبيا أمر زيادة الله الأغلبي
3
ولكن أبا عبد الله الشيعي ما انفك يجاهد في سبيله بقبائل كتامة حتى فتح له البلاد عنوة، وانتصر على الأغالبة، وامتلك إفريقية؛ ودخل سجلماسة فأنقذ عبيد الله من محبسه. ثم نزلوا برقادة، فبويع عبيد الله البيعة العامة، وقامت به الدولة العبيدية في إفريقية منتسبة إليه.
ولما صارت الخلافة إلى المعز لدين الله الخليفة الرابع سير قائده جوهرا الرومي إلى مصر سنة 358ه/968م فافتتحها. وكان العبيديون قد هاجموها غير مرة وأرجعوا عنها، وقد وفقوا في هذه الكرة لضعف الدولة الإخشيدية.
وأقام جوهر الدعوة للمعز في مصر، وأزال الشعار الأسود العباسي، وألبس الخطباء الثياب البيض، ثم فتح دمشق، وخطب للمعز على منابرها، وبنى مدينة القاهرة شمالي الفسطاط، وتم بناؤها سنة 361ه/971م؛ فجاءها المعز في السنة التالية، وجعلها مقر الخلافة الفاطمية، وأتم بناء الجامع الأزهر، وكان جوهر قد بدأ به. وتعاقب بعد المعز على مصر عشرة خلفاء ثم زال ملكهم بقيام الدولة الأيوبية.
وكان لهم حضارة راقية، فقد أنشئت في عهدهم المدارس والمكاتب، واقتنيت الكتب النفيسة، وبني مرصد جبل المقطم. وقرب الخلفاء الشعراء والعلماء وأحسنوا صلاتهم، فأقبل هؤلاء على مصر، وطابت لهم موردا.
وعني الفاطميون باللغة الفصحى في دواوينهم، فأقاموا عالما بالنحو يراقبها ويصلح ما يقع فيها من اللحن. وتركوا من الآثار العادية ما يشهد بتقدم العمارة في أيامهم.
وعرف بعضهم بالتساهل، وكره التعصب، فإن المعز كان يأذن لأسقف النصارى بأن يناظر القضاة والعلماء في مسائل الدين، وأمر بتجديد بناء الكنيسة القبطية، وشهد بنفسه وضع الحجر الأول فيها. وكان المعز من محسني الشعراء، واشتهر أيضا بالشعر ابنه الأمير تميم. (3) الدولة البويهية 933-1055م/321-447ه
هذه دولة فارسية من أبناء الديلم قام بها إخوة ثلاثة؛ وهم علي والحسن وأحمد ولد أبي شجاع بويه. قيل إن نسبهم يتصل بملوك الفرس. وكان بعض زعماء الديلم خرجوا لامتلاك البلاد بعد أن رأوا ضعف العباسيين، وفيهم: ماكان بن كالي ومرداويج بن زيار، وخرج أبناء بويه في جملة القواد مع ماكان، فلما دب الخلاف بين ماكان ومرداويج، وغلب مرداويج صاحبه على طبرستان وجرجان انضم أبناء بويه إليه فرحب بهم، واستعمل عليا كبيرهم على الكرج، فلم يلبث علي أن استقل بأمره وفتح أصفهان ثم استولى على بلاد فارس كلها. وكانت الخلافة أفضت إلى الراضي فكتب علي إليه وإلى وزيره أبي علي بن مقلة بالطاعة، وأن يقطع ما بيده من أعمال فارس؛ فأجيب إلى طلبه، وبعث إليه باللواء والخلع، فأقطع أخاه الحسن أصفهان، وأخاه أحمد كرمان، واستقر هو بفارس. ثم ولى أحمد العراق ، فأقام هذا بالأهواز.
अज्ञात पृष्ठ