उदबा करब फी अक्सुर कब्बासिय्या

बुत्रुस बुस्तानी d. 1300 AH
139

उदबा करब फी अक्सुर कब्बासिय्या

أدباء العرب في الأعصر العباسية

शैलियों

الفصل الرابع

لمحة تاريخية

ضعف الخلافة العباسية

كانت خلافة المتوكل أشبه ببرزخ عبرت عليه الدولة العباسية من طور القوة والسلطان إلى طور الضعف والانحلال. وقد اجتمعت عدة أسباب على ثل هذا العرش المورق الأعواد، فلم تزل به حتى قوضته تقويضا. وهذه الأسباب ترجع في أكثرها إلى نفوذ الأتراك والخدم. وإلى نظام ولاية العهد، واختلاف أجناس الجواري أمهات الأمراء، ثم إلى اتساع المملكة العباسية ونظام الإقطاع فيها، ثم إلى ثورات العلويين، ونفور العرب من بني العباس. وإليك بيان ذلك: (1) نفوذ الأتراك

ابتدأ نفوذ الأتراك يذر قرنه في خلافة المعتصم، فإنه أخذ يقربهم ويعلي شأنهم بعد أن ضعفت ثقته بأهل بغداد وأهل فارس؛ لأن فيهم من كان يتشيع للعلويين، وفيهم من يريد الخلافة للعباس بن المأمون، وفيهم فئة عربية ناقمة على العباسيين؛ لاعتمادهم على الفرس دون العرب. وكانت أم المعتصم تركية، فآثر الأتراك على غيرهم من الموالي، وبالغ في اقتناء الغلمان منهم، فكانوا يركضون الدواب في الطرق، فيصدمون النساء والصبيان، فيتأذى العامة ويتذمرون، حتى إذا انفردوا بواحد منهم اغتالوه، فرأى المعتصم أن الابتعاد عن بغداد خير له وأبقى، فجعل مقر الخلافة في سامراء

1

بعد أن جدد بناءها.

فاعتز الأتراك بنفوذهم، وتولوا الخطط العالية، فكان منهم الوزراء والقواد والولاة، وظهر فيهم أمثال وصيف وأشناس وإيتاخ وبغا الكبير والأفشين وسواهم.

وبلغ من تقديم المعتصم لهم أنه كان إذا ترك العاصمة استخلف أشناس، وأجلسه على كرسي، وتوجه ووشحه. ولما مات المعتصم تولى أشناس تتويج الواثق من بعده، وفعل الواثق فعل أبيه فتوج أشناس، وألبسه وشاحين مجوهرين . ومات أشناس فتوج بعده وصيف ووشح، ثم مات وصيف فانتقل التاج والوشاحان لبغا.

2

अज्ञात पृष्ठ