165

त्यूनिस थैरा

تونس الثائرة

शैलियों

وكان أعضاء الوزارة الشرعية قد نقلوا من صحرائهم إلى جزيرة جربة، وإثر زيادة بايرود إلى تونس اتخذت السلطات الفرنسية بعض الإجراءات للإفراج عن الوزراء والزعماء، وتم رجوع الوزراء المبعدين يوم 6 مايو 52، لقد قصد الكولونيل فريبوس مدير الديوان العسكري للمقيم العام في صباح الثلاثاء 6 مايو جزيرة جربة، حاملا رسالة من المقيم العام إلى أصحاب الدولة والمعالي الوزراء التونسيين المبعدين، يعلمهم فيها برفع الإجراءات المتخذة ضدهم والقاضية بإبعادهم عن تونس، مع اشتراط عدم قيامهم بأي نشاط سياسي، وألا يقطنوا بعاصمة تونس، وألا يقربوا من بلدة قرطاج - حيث القصر الملكي - في الوقت الحاضر، فامتطوا متن طائرة خاصة نقلتهم من جزيرة جربة إلى تونس، فوصلوها في الساعة السادسة مساء، وكانت في صحبتهم صاحبة السمو الملكي الأميرة زكية والهدايا التي قدمها لهم سكان جربة.

وركب القومندان باراس نائب رئيس الديوان العسكري للمقيم العام طائرة على الساعة السابعة من صباح الأربعاء 7 مايو قاصدا رمادة في الصحراء، وعند وصوله ذهب إلى الحصن الذي كان يقيم فيه الزعماء، واجتمع بالرئيس الجليل الأستاذ الحبيب بورقيبة والزعماء المنجي سليم والهادي شاكر والهادي نويرة، وأعلمهم أنه مبعوث لإعلامهم بأن الجنرال جارباي القائد الأعلى لجيوش الاحتلال بتونس قرر نقلهم من منفاهم برمادة إلى جزيرة جربة، وركب الزعماء الأربعة الطائرة فحلقت متجهة صوب جربة، ولما وصلتها لم يسمح بالنزول إلا لثلاثة منهم؛ الأساتذة: نويرة وسليم وشاكر، الذين نقلوا إلى مركز المنار البحري المعروف ببرج الجليد والواقع في جنوب الجزيرة، وأعدت لهم هناك ثلاث غرف، وحجر عليهم مبارحة قطعة الأرض المحيطة بالمنار، ولا يسمح لأحد بزيارتهم.

وأبقي الرئيس الجليل بالطائرة التي أقلته من بعد إلى مطار سيدي أحمد قرب بنزرت؛ حيث نزلت في الساعة الثانية بعد الظهر ، ثم حمل في سيارة من سيارات البحرية الفرنسية - دائما بصحبة القومندان باراس - حتى بلغا الطائرة المائية (إيلون الثاني) التي نقلتهما بطريق البحر إلى جزيرة جالطة الصغيرة التي لا يرتادها إلا الصيادون والتي تبعد أربعين ميلا عن شواطئ تونس، وهناك أنزل الرئيس الجليل، وابتدأت حياة الوحدة والانفراد.

ولكن ذلك لم ينقص من حدة التوتر ولم يقشع السحب المخيمة على الجو السياسي، ولم يتمكن المقيم العام من إرجاع السلم إلى البلاد ولا من تهدئة الخواطر، بل اشتدت المظاهرات ضد بكوش، واستمر الملك على منع الوزراء الخونة من حضور حفلة الطابع، وكان يوم 12 مايو - ذكرى فرض الحماية الفرنسية - يوما مشهودا؛ إذ أعلنت البلاد الحداد وأضربت كلها عن العمل، ولم يجد البكوش شخصيات تونسية يكون منهم لجنته المختلطة، وقررت الصحف الاحتجاب ثلاثة أيام احتجاجا على سخافة الرقابة الفرنسية، وأعاد الجنرال جارباي منع التجول.

ودفنت هكذا اللجنة المختلطة قبل أن تبرز للوجود؛ لأن المشكلة التونسية ليست تعيين بعض الأعضاء في لجنة لا قيمة لها، ولكنها مشكلة العلاقات بين تونس وفرنسا.

وقد لخصت مجلة إسبري

Esprit

حادث العدوان الفرنسي على الوزارة التونسية وشرحت أسبابه، وفضحت أعمال الحكومة الفرنسية في مقال نشرته بعددها الصادر في شهر مايو 1952 وخيرنا نقله لما فيه من حقائق. (5-1) المساجلة بين القوات في تونس

قبل أن يلتحق دي هوتكلوك بتونس تحادث طويلا في غمرة الليل مع الجنرال دي جول في كلومبي لي دو إجليز

Colombey-Les-Deux-Eglises ، وإن ذلك الخبر الذي نشرته «باري ماتش» بعددها الصادر في 5 أبريل يمكننا من إيضاح نواح عدة من الأزمة التونسية الجديدة.

अज्ञात पृष्ठ