129

त्यूनिस थैरा

تونس الثائرة

शैलियों

وهي المدينة الوحيدة في جهة الدخلة التي نجت من التهديم والتحريق والتقتيل، مع أنه كان من المقرر أن ينالها ما نال غيرها من مدن وقرى الدخلة، وقد احتلتها القوات الفرنسية المسلحة وطلبت أن يسلم إليها أعضاء الهيئة المحلية للحزب الحر الدستوري الجديد، فتقدم أربعة وعشرون رجلا وسلموا أنفسهم فداء للمدينة، فضربوا ضربا مبرحا أليما، ثم سيقوا إلى «لوري» سار بهم إلى معتقل في صحراء الجنوب، ولم تنج (قربة) رغم ذلك لولا تدخل الطبيب الفرنسي المحلي وهو من الرديف؛ فقد ارتدي بدلته العسكرية لوقف هجوم مواطنيه المتعطشين لسفك الدماء، ولكن القرى الأخرى لم تجد مثل ذلك الطبيب لحمايتها وإنقاذها من العدوان. (ج) قرية المعمورة

إن القوات الفرنسية التي احتلت المعمورة من 29 يناير إلى 2 فبراير سنة 1952 مؤلفة من الوحدات التالية:

4 D. B. P. .

I/I. R. C. P. .

C. A. L. .

وكانت بقيادة الكابتن كليفر

Glever ، ووقع جمع السكان في ميدان القرية حيث بقوا اليوم كله بغير أكل ولا شرب. وقد أدخل العساكر في هذه القرية نوعا جديدا من التنكيل، فكانوا يطلقون الكلاب البوليسية على أولئك السكان، فهجم كلب على الشاب محمد بن الحاج عمر مخلوف الذي يبلغ سنه 19 عاما، فأخرجه الجنود من بين زملائه وتولت كوكبة من ثلاثة جنود إعدامه حالا، وذلك بعد ظهر يوم الأربعاء 30 يناير أمام السكان المجتمعين.

وقام الجند في هذه القرية بنهب جميع المنازل نهبا منظما، وخاصة بيوت محمد بن أحمد الزهاني القاضي بمحكمة الكاف، وأحمد بن علي بيه، وداود بن علي رحيم، والصادق بن رمضان بن حميدة، وخميس بن الحاج محمد الزمني، وأحمد بن أحمد بن عثمان علية. وقد حملوا معهم جميع ما فيها من أثاث ومؤن ومصاغ ومال، ويقدر وزن الحلي والمصوغ الذي أخذه الجنود بثلاثة كيلوجرام.

وقد اعتدوا أيضا على شرف بعض النسوة، وضربوا منهن امرأة حاملا في شهرها الثامن بعد أن تتبعوها حتى أجهضوها وسقط الوليد ميتا، ومن بين تلك النسوة زوجة محمد بن محمد بن علي، وزوجة عبد السلام بن عمر بن سالم.

وقصد الجنود إلى ضريح الولي الصالح سيدي محمد بن عيسي، حيث تقام الصلاة ويعلم القرآن، وذلك لغرض واضح؛ وهو انتهاك حرماته المقدسة، فألقوا القبض على المعلم وطردوا التلاميذ وحطموا الألواح التي تحمل الآيات القرآنية ونسفوا الضريح بالديناميت.

अज्ञात पृष्ठ