على مولاي، فأذن له، وقام إلى مجلس واستدعاه إليه، فسمعته يقول له: أخوك أبو بكر يقرأ عليك السلام يعني أحمد بن صالح ويقول: أنت تعرف رسمي مع صاحب بيت المال، وأن محاسبته في سائر الأموال إلي، وإذا تمت ثلاثون يومًا وجهت حاجبي إلى الخازن فحمله مع صاحب بيت المال إلى ديواني لينتظم دستور الختمة بحضرتي، ونحن في ذلك منذ عشرة أيام، حتى تكاملت الختمة ولم يبق إلا ثلاثون ألف دينار، ذكر صاحب بيت المال أنك خرجت إليه من حضرة الخليفة وأمرته بحملها إلى خادمك ناقد، ولست أدري في أي جهة صرفت ولا ما الحجة فيها. فأجابه مولاي بغير توقف وقال: أخي أبو بكر والله رقيع، أسأل أنا الخليفة في أي شيء صرف ما استدعاه إلى حضرته؟ يجب أن يكتب في الختمة: وما حمل إلى حضرة أمير المؤمنين في يوم كذا وكذا ثلاثون ألف دينار. فقام الكاتب خجلًا ومر ذلك في الحساب على هذا، وما تنبه عليه أحد: قال أبو الحسين وقال لي سليمان بعقب هذه الحكاية: وما رأيت لهذه القصة شبيهًا إلا ما فعله أبو الحسن بن الفرات في وزارته الأولى، فإنه نصب يوسف ابن فنحاس، وهارون بن عمران الجهبذ، فلم يدع مالًا لابن المعتز والعباس ابن الحسن ومن نكب وقتل في الفتنة، وما صح من مال المصادرين وغيرهم ممن يجري مجراهم إلا أجراه على أيديهما دون يدي صاحبي بيت مال الخاصة والعامة، وأفرد ابن فرجويه كاتبه بمحاسبتهما والاستيفاء عليهما، فكان يحاسبهما ولا يرفع إلى الدواوين شيئًا من حسابهما. فلما كان في السنة التي قبض عليه فيها كتب
1 / 90