وبسط يده علي في أيام وزارته الثانية فكيف تستحسنون لي الآن معاملة علي بن عيسى بالقبيح على ماله عندي من الجميل القديم فأمسك ابن الفرات عنه.
وقدم محمد بن علي المادرائي من مصر، ولم يكن تقلد في وزارة حامد عملًا، فنوظر على أموال تلزمه وبقايا عليه في وقت شركته للحسين بن أحمد، فاحتج لنفسه احتجاجًا قاله له ابن الفرات في آخره: فلست بأعلم وأعرف من الحسين بن أحمد، وقد أورد أكثر مما أوردت، فلم يدفع ذلك عنه ما وجب عليه. وأخذ خطه طوعًا بألف ألف ومائة ألف دينار. وكتب عليه بها كتاب دين للمقتدر بالله في نجوم ثبتت، وأشهد على نفسه القضاة والشهود فيه. وكان المحسن بن الفرات يكرم محمد بن علي ويتطاول له إذا حضر عنده، وأطلقه إلى داره رعاية لما ذكر أنه حمله إليه من أموال كثيرة وجواهر ثمينة وخدم روقة وسلم محمد بن علي والحسين بن أحمد إلى مؤنس المظفر عند خروجه إلى الرقة ليستوفي منهما ما تقرر عليه أمرهما ويصرفه في نفقات رجاله. وكان مؤنس المظفر عند تقلد أبي الحسن بن الفرات الوزارة في هذه الدفعة غائبًا في الغزو. فلما عاد كثر الحديث بإنكاره ما جرى على الكتاب وغيرهم من أبي الحسن بن الفرات والمحسن ابنه، وما كان من وفاة حامد مسمومًا وأن أكثر الفرسان التفاريق المقيمين بالحضرة قد عملوا على أن ينضموا إليه لتروج لهم أرزاقهم به. فثقل ذلك على ابن الفرات، وركب بعد أسبوع من قدوم مؤنس إلى المقتدر بالله
1 / 52