وأصعد بكتابه وحواشيه ورجالته، ومعه ثيابه وفرشه وآلته بعد ما أودعه بواسط من ماله، وسار في السفن والسميريات، وأنفذ كراعه على الظهر، فلم يقدر البزوفري على منعه ولا الاعتراض عليه في فعله، لكنه بادر إلى ابن الفرات بالخبر على الطيور. فلما عرفه انزعج منه، وظن أنه عن أصل انطوى عنه، واستشار المحسن ابنه وخواصه فيما يدبر الأمر به. فقالوا تنهي إلى المقتدر ما كان منه، وتستعلم ما عنده فيه. ففعل وقال المقتدر: ما كوتب بشيء مما ادعى أنه كوتب به، وتقرب بينه وبين ابن الفرات إنفاذ نازوك إلى المدائن في عدد كثير من الغلمان والرجالة والفرسان للقبض على حامد وأسبابه، ووقف نازوك على ذلك. واتصل بحامد انحدار نازوك، فاستتر وترك سفنه وماله وأصحابه، ووافى نازوك فقبض على ما وجده له وحمله، وأمر المقتدر بالله بتسليم الحسبانات إلى ابن الفرات، والكراع في الاصطبلات، وما سوى ذلك إلى الخزائن. ووقع الارجاف بأن المقتدر بالله كاتب حامدًا ينكر عليه خروجه من واسط على الحال التي خرج عليها، ورسم له الاستتار ودخول بغداد سرًا ليرده إلى الوزارة، ويسلم إليه الجماعة، فأشفق أبو الحسن بن الفرات واستتر المحسن والحسين والحسن أولاده وحرمهم وكتابهم.
1 / 42