أبعده الوزراء قبلي لشره، وطردوه من الحضرة لقبح فعله، وكانوا أعرف به مني أثرت من جهته وجهة أخيه مالًا كثيرًا، أذ كان أخوه قد اقتطع من مال ابن الفرات الذي تولى إثارته صدرًا كبيرًا. وبكى ورقق المقتدر بالله، وأطمعه، فرق له ورحمه، وتوقف عن أمر ابن أبي البغل، وقال للخاقاني: ما أردت صرفك، ولو كنت أردته لزلت عنه الآن مع سماعي ما سمعته منك، وقد أطلقت يدك في ابن أبي البغل وأخيه، فاقبض عليهما وأبعدهما. فقال: يا أمير المؤمنين كانت أم موسى سعت لي في هذا الأمر، وقد تغيرت علي، وعدلت عني إلى السعي لابن أبي البغل
والقيام بأمره، وأخاف أن يفسد قلب السيدة فتثنيك عن هذا الرأي فأهلك أنا. بأمره، وأخاف أن يفسد قلب السيدة فتثنيك عن هذا الرأي فأهلك أنا.
فعاهده ألا يطلع السيدة ولا غيرها على ما جرى بينهما إلى أن يتم القبض عليه، فقال له الخاقاني: فيظهر أمير المؤمنين أني حضرت لأجل كذا وكذا، لحديث علمه من أمور الأطراف. وخرج الخاقاني فجلس في دار الحجبة، وكتب بخطه إلى أبي الحسن ابن أبي البغل: إن أمير المؤمنين قد طلب مني عملًا لما صح من أموال ابن الفرات وأسبابه فحضره الساعة، فإني مقيم في الدار أنتظرك. فما بعد أن وافي ابن أبي البغل، فقال له الخاقاني: قد جرى بيني وبين أمير المؤمنين في أمر أخيك ما لو توليته لما زدت علي فيه، وقررت معه تقليده أصول دواوين السواد والمشرق والمغرب، ليكون هو على الأصول، وأبو بكر محمد ابن علي المادرائي على الأزمة، وأتشاغل أنا بالخدمة، وتزول هذه الأراجيف الواقعة، ونكون يدًا واحدة في إثارة الأموال وتسديد الأحوال. فشكره ابن أبي البغل على ذلك، وظن أنه شيء قرره الخليفة وأمر به ليجعله
1 / 294