والاصطبل الذي كان للسلطان، والدور التي كانت في يد داية المكتفي بالله، ومساحة ذلك مائة ألف وثلاثة وسبعون ألفًا وثلثمائة وستة وأربعون ذراعًا، وغير ذلك وجدده وأنشأ المجالس الجليلة والأبنية الحسنة وعمل للدار مسناة مشرفة على دجلة، وأقطعه المقتدر بالله أيضًا الضياع التي كان المكتفي بالله أقطعها العباس بن الحسن وارتفاعها خمسون ألف دينار، وأجرى له خمسة آلاف دينار في كل شهر، وللمحسن والحسين والفضل أولاده ألفًا وخمسمائة دينار أثلاثًا بينهم. وسلم إليه علي بن عيسى ومحمد بن عبدون فاعتقلهما في دار بدر اللاني، وقرر عليهما مصادرةً خففها عن علي بن عيسى، وثقلها على محمد بن عبدون لعداوة كانت بينهما. ثم تكفل بتخليصهما وإبعادهما من الحضرة وقال للمقتدر: إنهما لم يدخلا في أمر عبد الله بن المعتز ولا حضرا داره وقت البيعة إلا عن ضرورة، وأخرج محمد بن عبدون إلى الأهواز، وعلي بن عيسى إلى واسط بعد أن أعطي سوسنًا الحاجب خمسة آلاف دينار كفه بها عن ذكر علي بن عيسى والاغراء به، وكتب إلى وكيله بواسط بخدمته وإقامة ما يحتاج إليه لنفقته، وأنفذ معه حافظًا من جهته، ومع محمد بن عبدون خادمًا من خدم المقتدر بالله، ووافقه على منعه من مكاتبة أحد أو قراءة كتابه. وجرت أمور أبي الحسن، والأمور في نظره ما ليس غرضنا استيفاءه على سياقته، وإنما نورد أطرافًا منه وما كان منشورًا مما لم تتضمن التواريخ ذكره.
وكان محمد بن داود بن الجراح قد وزر لعبد الله بن المعتز ودبره. فلما انتفض أمره استتر وأخفى شخصه. وذكر أبو الحسن بن سنان أن موسى
1 / 29