للسنَّة لا لعادة الجاهلية.
وفيه بيان متابعة السنن؛ وإن لم يوقف لها على عِلَل. على أنه قد ذُكرت عِلَّتان في تقبيل (١٧/أ) الحجز ولمسه:
إحداهما: أنه قد رُوي في الحديث أن الحجر الأسود يمين الله في الأرض، وكان ذلك في ضرب المثل كمصافحة الملوك للبيعة (١) وتقبيل المملوك (٢) يد المالك، ثم ذكر بسنده إلى ابن عباس أنه قال: "الحَجَر يمين الله في الأرض، فمَن لم يدرك بيعة رسول الله ﷺ فمسح الحجر فقد بايع الله ورسوله" (٣)، ورُوي عن ابن عباس في لفظ آخر أنه قال: "الركن الأسود يمين الله ﷿" (٤).
الثانية: لما أخذ (٥) الميثاق كتب كتابًا على الذرِية فألقمه هذا الحجر، فهو يشهد للمؤمن بالوفاء وعلى الكافر بالجحود. وهذا مروي عن علي بن أبي طالب ﵁.
قال العلماء: ولهذه العلة يقول لامسه (٦) إيمانًا بك ووفاءً بعهدك.
* وروى الأزرقي بسنده إلى ابن عباس أنه قال: قال رسول الله ﷺ: "ليبعثنّ هذا الحجر يوم القيامة، وله عينان يبصر بهما ولسان ينطق به، يشهد لمن استلمه بالحق" (٧).
_________
(١) في "ق" للعبيد وفي "مثير العزم" (١/ ٣٧٠) "للبيعة".
(٢) في "م" و"ق" "المماليك"، وفي "مثير العزم" "المملوك" وكذا في "ع".
(٣) "أخبار مكة" للفاكهي (١/ ٨٨)، "مثير العزم الساكن" (٢٢١).
(٤) "المصنف" لعبد الرزاق (٥/ ٣٩) (٨٩١٩).
(٥) في "ق" "أخذ الله".
(٦) في "ق" "اللهم إيمانًا".
(٧) "أخبار مكة" للأزرقي (١/، ٣٢٣٣٢٤)، "الترمذي" (٩٦١) وقال: هذا حديث حسن.
1 / 86