ربِّ إن لكل عامل أجرًا وإن لي أجرًا؟ قال نعم، قال: تردَّني من حيث أخرجتني، قال ذلك لك، قال ومن خرج إلى البيت من ذريتي يُقرّ على نفسه (٩/ أ) بمثل الَّذي أقررت به من ذنوبي أن تغفر له، قال نعم ذلك لك".
وقال عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عطاء: أن آدم ﵇ بناه من خمسة أجبل: حراء وطور زيتا وطور سيناء والجودي ولبنان وكان ربضته من حراء.
* والقول الرابع: أن أول من بَناه شيث ابن آدم ﵉، ذكره وهب ابن منبه حكاه عنه ابن حجر، قال: أول من بناه شيث وكان قبل أن يبنيه خيمة من ياقوته حمراء يطوف بها آدم ويأنس بها لأنها نزلت من الجنَّة- وكذا قال السهيلي: أول مَن بناه شيث-، وقال وَهب من منبِّه: لما رفعت الخيمة التي وضعها الله تعالى لآدم مكان البيت ومات آدم، بنى بنو آدم من بعده مكانها بيتًا بالطين والحجارة فلم يَزل معمورًا يعمرونه هم ومَن بعدَهم حتَّى كان زمن نوح ﵇ فنسفه الغرق.
قال مجاهد: وكان موضع البيت بعد الغرق أكمة حمراء لا تعلوها السيول وكان يأتيها المظلوم، ويدعو عندها المكروب فقلَّ من دعا عندها إلا استجيب له وكان الناس يحجون إلى موضع البيت حتَّى بوَّأ الله مكانه إبراهيم ﵇.
وروى عن ابن أبي حاتم، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لما كان زمن الطوفان رُفع البيت وكان الأنبياء يحجونه ولا يعلمون مكانه حتَّى بوَّأه الله تعالى لإبراهيم ﵇ وأعلمه مكانه.
قال العلماء: لما أُمر إبراهيم ﵇ ببناء البيت، قال: يا ربِّ بيّن لي صفته؛ فأرسل الله تعالى سحابة على قدر الكعبة فسارت معه حتَّى قدم
1 / 60