قال النووي: المثلية هنا تحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون معناه: بنى (١) له بيتًا في الجنة فضَّله على ما سواه من بيوت الجنة- كفضل المسجد على بيوت الدنيا.
الثاني: أن يكون معناه مثله في مسمَّى البيت، وأما حقيقة صفته في السعة وغيرها؛ فمعلوم فضلها وعِظَمها.
وهذا معنى قول بعضهم: المثلية بحسب الكمية، والزيادة حاصلة بحسب الكيفية، فكم من بيت خير من عشرة بل من مائة.
وكذا قال ابن الجوزي: مثله في الاسم لا في المقدار، أي بُني له بيت كما بَنَى بيتًا؛ فيبقى جزاء هذه الحسنة من جنس البناء لا من غيره، مع قطع النظر عن ذلك، مع أن التفاوت حاصل قطعًا بالنسبة إلى ضيق الدنيا وسعة الجنة.
* وقد روى الإمام أحمد من حديث واثلة بلفظ "بنى الله له في الجنة أفضل منه" (٢).
* وللطبراني من حديث أبي أُمامة بلفظ: "أوسع منه" (٣).
وهذا يُشعر؛ بأن المثلية لم يقصد بها المساواة من كل وجه.
وقال القرطبي: هذه المثليَّة ليست على ظاهرها، ولكن المعنى: أنه يبني له بثوابه أشرف وأعظم وأرفع.
_________
(١) في "ق": "بنى الله".
(٢) "المسند" (٣/ ٤٩٠).
(٣) "المعجم الكبير" (٨/ ٢٦٨) قال في "المجمع" (٢/ ٨): وفيه علي بن يزيد، وهو ضعيف.
وعند أحمد في "المسند" (٦/ ٤٦١) بلفظ: "أوسع منه"، من حديث أسماء بنت يزيد.
1 / 41