19- في البدء بالثاني على الأخير *** وهو ألا واسمع من الخبير قال المحقق : الموضع الأول في سورة الشعراء في سياق الآيات 12-15 " قال رب إني أخاف أن يكذبون * ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون * ولهم على ذنب فأخاف أن يقتلون * قال كلا فاذهبا بآيتنا إنا معكم مستمعون "
قلت : الناظم يبين أن الوقف عليها تام فكلا رد لقوله إني أخاف أي لا تخف فإنهم لا يقدرون على ذلك فتقف على كلا وتبدأ بما بعدها .
قال مكي : ويجوز الابتداء ب " قال كلا فاذهبا " تجعله قولا واحدا وكلا بمعنى ألا على معنى قال ألا فاذهبا تجعلها افتتاح كلام محكي . ويجوز أن تكون كلا بمعنى حقا أي قال حقا فاذهبا ولا يحسن أن نبتديء بكلا لأن القول لا يوقف عليه دون المقول البتة .
قال المحقق : والموضع الثاني ورد في سياق الآيتين 61-62 " فلما ترائى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون * قال كلا إن معي ربي سيهدين " .
قلت هذا الموضع مثل سابقه فالوقف على كلا تام ثم البدء بما بعدها .
قال مكي : ويجوز الابتداء ب " قال كلا " على معنى قال ألا إن معي ربي سيهدين تجعلها افتتاح كلام محكي كله ولا يحسن أن يبتدأ ب " قال كلا " وتجعل كلا بمعنى حقا لأنه يلزم أن يفتح " إن " بعدها على ما تقدم ذكره ولم يقرأ بفتح " أن " أحد ولا يجوز أن يبتأ ب كلا لأن القول لا يوقف عليه دون مقول البتة .
20- وموضع في سبأ قد وقعا *** قف وابتديء على الطريقين معا
قال المحقق : الآية 27 من سورة سبأ " قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم " .
يقصد بالطريقين الوجهين في البيت ( 10، 11) بمعنى حقا وبمعنى ألا
قلت : قال في منار الهدى : الوقف على كلا تام والبدء بما بعدها عند أبي حاتم والخليل لأن المعنى كلا لا شريك لي ولا تروني ولا تقدرون على ذلك فلما أفحموا عن الإتيان بجواب وتبين عجزهم زجرهم عن كفرهم فقال" كلا " ثم استأنف "بل هو الله العزيز الحكيم" .
पृष्ठ 4