وخرج الحافظ أبو بكر الخطيب في ((تاريخه)) من طريق أبي بكر محمد بن صابر بن كاتب سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول: كنا مع محمد بن إسماعيل البخاري بالبصرة نكتب الحديث ففقدناه أياما، فطلبناه فوجدناه في بيت وهو عريان، وقد نفذ ما عنده ولم يبق معه شيء، فاجتمعنا وجمعنا له الدراهم حتى اشترينا له ثوبا وكسوناه، ثم اندفع معنا في كتابة الحديث.
وبلغنا أن البخاري ربما كان يأتي عليه نهار لا يأكل فيه إلا لوزة أو لوزتين، وأنه نفدت نفقته حين رحل إلى آدم بن أبي إياس العسقلاني فجعل يأكل من نبات الأرض ولا يخبر أحدا بذلك. وذكر حينئذ حديثا قاله له محمد بن سلام بن عبدة، وأخبرنا به أبو إسحاق إبراهيم بن أبي عبد الله المجاور، أنا أحمد بن أبي طالب البناني، عن إبراهيم بن عثمان البغدادي ، أنا محمد بن عبد الباقي الحاجب، وعلي بن عبد الرحمن الطوسي سماعا قالا أنا مالك بن أحمد، أنا أحمد بن محمد الأهوازي، ثنا إبراهيم هو ابن عبد الصمد، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبدة، عن أبي رجاء الجزري، عن فرات بن سلمان، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما صبر أهل بيت على جهد ثلاثا إلا أتاهم الله عز وجل برزق)).
पृष्ठ 209