والفوائد ذَوَات الأخطار مَا مَلأ الْأَسْفَار وتناقلته ألسن الروَاة فِي جَمِيع الأقطار وَكَانَ بِهِ الْعَمَل فِي جَمِيع الْأَعْصَار وعَلى آله الطاهرين وَأَصْحَابه الهادين
وَبعد فَإِنَّهُ لما كَانَ كتاب عدَّة الْحصن الْحصين فِي الْأَذْكَار الْوَارِدَة عَن سيد الْمُرْسلين من أَكثر الْكتب نفعا وأحسنها صنعا وأتقنها جمعا وأحكمها رصعا يقي فِيهِ مَا يقي الرين من الْعين وَإِن لم يكن فِيهِ شين وَهُوَ عدم التَّنْبِيه على مَا فِي بعض أَحَادِيثه من الْمقَال وَعدم الانتباه لعزوه إِلَى مخرجيه على الْكَمَال وَذَلِكَ يَقْتَضِي أَن لَا تكون بصائر المطلعين عَلَيْهِ بَصِيرَة وَلَا أبصار المتطلعين إِلَيْهِ بِهِ قريرة فَإِن بَيَان التحسين أَو التَّصْحِيح أَو التَّضْعِيف بِمَا يَقْتَضِيهِ النّظر من التَّرْجِيح بعد الموازنة بَين التَّعْدِيل وَالتَّجْرِيح هُوَ الْمَقْصد الْأَعْلَى من علم الرِّوَايَة والغاية الَّتِي لَيْسَ وَرَاءَهَا غَايَة وَالْمطلب الَّذِي يَنْبَغِي أَن ترفع لَهُ أول راية قبل كل مَا يتَعَلَّق بِالْحَدِيثِ من تَفْسِير أَو دراية وَمَعْلُوم أَن كل من لَهُ فضل ورغبة إِلَى الْعَمَل بِمَا ورد عَنهُ ﷺ من قَول أَو عمل إِذا لم يقف على حَقِيقَة حَال الْمَنْقُول وَلَا درى أهوَ صَحِيح أَو حسن أَو مَعْلُول فتر نشاطه وانقبض انبساطه لِأَنَّهُ لم يكن على ثِقَة لتردده بَين طرفِي الْمُوَافقَة والمخالفة ولفقده للالماع بِمَا يتَمَيَّز بِهِ الِاتِّبَاع من الابتداع وَلم نقف إِلَى الْآن وَلَا سمعنَا عَن أَحْمد من أهل الْعرْفَان أَنه شرح هَذَا الْكتاب بشرح يشْرَح صُدُور أولي الْأَلْبَاب ويتبين بِهِ القشر من اللّبَاب وَلَا أَنه حام أحد حول هَذَا الْمَقْصد النفيس وَالْغَرَض الَّذِي هُوَ لطَالب هَذَا الْكَلَام على فَوَائِد الحَدِيث كالرئيس
وَأما الْكَلَام على الْمَعْنى الْعَرَبِيّ والتعرض لما يَقْتَضِيهِ الْعلم الْأَعرَابِي فَهُوَ وَإِن كَانَ مُشْتَمِلًا على فَائِدَة يعود بهَا على الطَّالِب أحسن عَائِدَة لَكِن بَين الفائدتين من التَّفَاوُت فِي النَّفْع مَا بَين المشرقين فَإِنَّهُ إِذا تبين الْحَال من
1 / 6