[دعوة محمد بن الحسن]
وأما مولاي العزي محمد بن الحسن -حفظه الله تعالى- فإنه لما بلغه وفاة الإمام -عليه السلام-، ودعوة عمه الصفي كما تقدم اجتمع إليه عيون من السادة والفقهاء، وعولوا عليه في القيام فأجابهم وأنشأ دعوة مشروطة، لعلها في يوم الاثنين شهر شعبان، إن لم تتقدمه [دعوة] أولى ونأتي بها إن شاء الله عند ذكر تعارض الدعوات.
وأما صعدة المحروسة بالله تعالى وجهاتها فإن السيد العلامة صارم الدين إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عزالدين المؤيدي لما بلغه وفاة الإمام -عليه السلام- أنشأ دعوته في العشة من أعمال الحقل وحضرها جماعة من الفضلاء، ونأتي بها إن شاء الله كما تقدم.
فحصل من هذا أن الدعاة أربعة في قطر واحد، ومذهب واحد، وبصحة إمامة مولانا أمير المؤمنين وسيد المسلمين، وخليفة كتاب رب العالمين، ورسوله الأمين المتوكل[3/أ] على الله العزيز الرحيم، يعرف الحق ويظهر الصدق:
وكيف يصح في الأذهان شيء .... إذا احتاج النهار إلى دليل
فصل: والدليل على إمامة مولانا أمير المؤمنين-صلوات الله عليه- استكمال شروطها بالإتفاق من أهل عصره، وممن تقدمه وتأخر عنه من الدعاة، فإن من تقدمه مولانا أحمد ومولانا إبراهيم فعذرهما عدم علمهما بدعوته الجامعة وإمامته النافعة، وللحادثة وتباعد المسافة، ومعنى إجماعهما على إمامته أنهما لم ينفياها لنقص فيه، وإنما حجة كل واحد منهما التقدم عليه، وتنقطع حجتهم بما سيأتي إن شاء الله تعالى، فحصل الإجماع فيه منهما والخلاف فيهما منه ومن غيره والله أعلم.
पृष्ठ 100