============================================================
ال فا قال عفان : نعم أيها الملك. فقال الملك : أنا عبدك الذي أعتقتني، الاو أعطاني الله هذه النعمة ببركة إحسانك إلي، وجميع هذه المملكة لك. فاجلس اا عنذي وأنا ملك هؤلاء وأنت ملك علي، فحمد الله تعالى عفان، وقال: أيها الملك أنت لي كالولد، وبلادكم لا تصلح لي لكثرة الحر وعدم الجنس: فأمر الملك له بسفينة وحمل معه من الأموال ما لا نهاية له ووهب الجميع ال له وبعث معه من عبيده من يوصله إلى بلاده، وخرج بما لا يدري نهايته.
الاوكان عفان رحمه الله لا يرد سائلا وعمل من الدور والخانات والدكاكين الاوالحمامات كثيرا، وأوقف الكل على الفقراء المسلمين، وهذه داره جعل فيها هذا السجد، وحفرفيها قبره، وكان يصلي في قبره كل ليلة، وجميع أمواله الآن وقف الاعلى قبره، في كل يوم اثنين وخميس وجمعة يحضرون الوكلاء ومعهم الثياب للرجال والصبيان والبنات والدراهم، ويدخلون المسجد ويأتون الفقراء من اخارج الشبابيك الحديدية التي جعلت في حيطان المسجد، فيقسمون على الفقراء أموالا كثيرة، وكل من عبر عليه يقول : رحمك الله يا عفان، كل يوم وكل ليلة الاف من النساء والرجال والصبيان، وكنت أقف عند قبره وأرى كثرة ال من يدعو له بالرحمة كل ساعة، حتى الصبيان الصغار، أبناء سنتين وخمس اين، فكنت أتعجب ما سهل الله له من الخير جيا وميتا، ولقد حدثت عنه الالمصر رجلا من أهل المغرب وصل إلى مصر وأراد الحج وأن يجاور بمكة، وكان عنده آلاف من الأموال، فجاء إلى إمام جامع عمرو بن العاص، وكان رجلا صالحا من العلماء، فقال له ذلك التاجر: - يا سيدي، جئت إليك في خاجة لك فيها ثواب ولي فيها معونة، افاسألك أن تقضي حاجتي ولا تردني. فقال : أفعل إن شاء الله فقال : - اي أريد الذهاب إلى الحج ومجاورة بيت الله تعالى، وعندي شيء من المال أودعه عندك حتى أرجع من الحج، فإني أخاف عليه إن كان معي:
فأخذه الفقيه ووضعه في خزنه،. وذهب صاحب المال إلى الحج وكان للفقيه الإمام بنات كبار ولم يكن له مال يجهزهم به للاكفاء.
पृष्ठ 159