============================================================
حشوتها فماتت فسلخوا جلدها، فكان أرق من قشرة البصلة، خفيفا لينا ، فكنت أجعله على يدي وأجر عليه السكين الحاد المرهف الذي يحلق الشعر فلا وثر فيه، ولا يعلق منه شيء، وكان لحمها عالية كالغنم المطبوخة ليس فيها لا عظم ولا يصلح للأكل، إلا إنهم يصطادون به السمك في الصنارة، فالسمك به، ويصطاد به (291) ولقد رأيت يوما وأنا على جانب البحر، وقد جزر الماء بعد الظهر ال وانكشف جبل في البحر قريبا من الساحل، فرأيت على صخرة من ذلك الجبل ال عددا من النارنج الطري الأحمر الذي كأنه قطع الآن من شجرة، فقلت في
نفسي، هذا وقع من بعض السفن فذهبت إليه فقبضت منها واحدة، فإذا بها ملتصقة بالحجر، (]) وإذا بها حيوان يضطرب في يديي ويتحرك، فتركته ونظرت إليه، وإذا فمه في موضع العرجون الذي يتعلق منه (ب) النارنج، وهو ثقب فيه خضرة كما يكون النارنج، وهو يتحرك ويفتح فمه وكأنه ياكل شيئا، وهو
ت لين، فلففت كم ثوبي على يدي وقبضت عليه مرة آخرى وعصرنه وجررته، خرج من فمه مائية كثيرة وضم ولم أقدر أن أقلعه من مكانه، فأخرجت سكينا كان معي ورمت قلعه عن الحجر أو قطعه، فلم يؤثر السكين فيه شيئا، وعالجت كل واحدة منها، فلم أستطع لها على شيء، فتركتها عجزا عنها، وهي من عجائب خلق الله تعالى، ورأيت جميعها أحياء تتحرك، وليس لها عين ولا ال جارحة من الجوارح إلا الفم والله أعلم لأي شيء تصلح.
ال و لقد كنت مرة في زورق أنظر إلى ماء البحر إذ مرت بي قطعة شبكة مقدار راع في مثله، مفتولة الخيوط، مربعة العيون ظاهرة العقد، كأنها قطعة من شبكة صياد، فأخذتها من البحر، فاضطربت في يدي فألقيتها في البحر وسبحت وغاصت في البحر وهي من حيوانات البحر، فتعجبت من ذلك.
(1) كذا في الأصل وفي (ى و(م). في بقية النسخ : متصلة بالبحر.
(ب) كذا في الأصل وفي (و و(م) . في بقية النسخ : الذي يعلق التاريخ.
(291) انظر نفس المصدر (125/1).
12
पृष्ठ 121