तुह्फत अच्यान
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
शैलियों
ذكر شيبان الحروري إلى أن قتل وهو شيبان بن عبدالعزيز أبو الدلف اليشكري؛ وكان سبب هلاكه أن الخوارج لما بايعوه بعد قتل الخيري أقام يقاتل مروان وتفرق عن شيبان كثير من أصحاب الطمع , فبقي في نحو ألفا فأشار عليهم سليمان بن هشام أن ينصرفوا إلى الموصل فيجعلوا ظهرهم , فارتحلوا فتبعهم مروان حتى انتهوا إلى الموصل فعسكروا شرقي دجلة وعقدوا جسورا عليها من عسكرهم إلى المدينة فكانت ميرتهم ومرافقهم منهم؛ وخندق مروان بإزائهم , وكان الخوارج قد نزلوا بالكار ومروان بخصة , وكان أهل الموصل يقاتلوا مع الخوارج , فأقام مروان ستة أشهر يقاتلهم وقيل تسعة أشهر؛ وأتى مروان بابن أخ لسليمان بن هشام يقال له أمية بن معاوية بن هشام , وكان مع عمه سليمان في عسكر شيبان أسيرا فقطع يديه وضرب عنقه , وعمه ينظر إليه.
وكتب مروان إلى يزيد بن عمر بن هبيرة يأمره بالمسير من قرقيسيا بجميع من معه إلى العراق وعلى الكوفة المثنى بن عمران العائذي عائذة قريش وهو خليفة للخوارج بالعراق , فلقي بن هبيرة بعين التمر فاقتتلوا قتالا شديدا وانصرفت الخوارج ثم اجتمعوا بالكوفة بالنخيلة فهزمهم ابن هبيرة ثم اجتمعوا بالبصرة فأرسل شيبان إليهم عبيدة بن سوار في خيل عظيمة فالتقوا بالبصرة فانهزمت الخوارج وقتل عبيدة , واستباح بن هبيرة عسكرهم فلم تكن لهم همة بالعراق , واستولى ابن هبيرة على العراق وكان منصور بن جمهور مع الخوارج فانهزم وغلب على الماهيز وعلى الجبل أجمع , وسار ابن هبيرة إلى واسط فأخذ ابن عمر فحبسه , ووجه نباتة بن حنظلة إلى سليمان بن حبيب وهو على كور الأهواز , فسمع سليمان الخبر فأرسل إلى نباتة داود بن حاتم فالتقوا بالمرتان على شاطئ دجيل , فانهزم الناس وقتل داود بن حاتم.
पृष्ठ 82