तुह्फत अच्यान
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
शैलियों
وفي سنة تسع وخمسين ومائتين قتل خثعم العوفي بالسنينة من الظاهرة وهو رجل كان محمد بن محبوب قد أباح دمه لفساده في الأرض.
ولم يزل محمد بن محبوب رحمه الله بصحار على القضاء حتى مات يوم الجمعة لثلاث خلون من شهر المحرم سنة ستين ومائتين وصلى عليه غدانة بن محمد , وكانت رجفة شديدة بصحار في ولاية غدانة بن محمد في غداة الأحد لاثني عشرة خلت من جمادي الآخرة من سنة خمس وستين ومائتين.
وفي سنة ثمان وستين ومائتين مات عزان بن الصقر رحمه الله وكان مسكنه بغلافقة من عقر نزوى ومات بصحار , وفي أيامه رضي الله عنه خانت النصارى ونقضوا ما بينهم وبين المسلمين؛ فهجموا على سقطرى وقتلوا والي الإمام وفتية معه وسلبوا ونهبوا واخذوا البلاد وتملكوها قهرا.
وسقطرى جزيرة طولها ثمانون فرسخا وبها الصبر وبها نخل كثير , ويسقط إليه العنبر , وبها دم الأخوين وهي في جنوب عمان , بينها وبين عمان بحر الحبشة فكتبت امرأة من أهل سقطرى يقال لها الزهراء للإمام رضي الله عنه قصيدة تذكر له فيها وقع من النصارى بسقطرى وتشكو إليه جورهم وتستنصره عليهم فقالت:
قل للإمام الذي ترجى فضائله = ابن الكرام وابن السادة النجب
وابن الجحاجحة الشم الذين هم = كانوا سناها وكانوا سادة العرب
أمست سقطرى من الإسلام مقفرة= بعد الشرائع والفرقان والكتب
وبعد حى حلال صار مغتبطا = في ظل دولتهم بالمال والحسب
لم يبق فيها سنون المحل ناظرة= من الغصون ولا عودا من الرطب
واستبدلت بالهدى كفرا ومعصية = وبالأذان نواقيسا من الخشب
والبذراري رجالا لا خلاق لهم = من اللئام علوا بالقهر والغلب
جار النصارى على واليك وانتهبوا = من الحريم ولم يألوا من السلب
إذ غادروا قاسما في فتية نجب = عقوى مسامعهم في سبسب خرب
مجدلين سراعا لا وساد لهم = للعاديات لسبع ضارئ كلب
وأخرجوا حرم الإسلام قاطبة = يهتفن بالويل والأعوال والكرب
पृष्ठ 138