तुह्फत अच्यान
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
शैलियों
قال عبدالله بن جعفر الضنكي: كان الإمام المهنا قد أسن كبر حتى أقعد فاجتمع إلى موسى جماعة من الناس وهو يومئذ قاض فقالوا له إن هذا الرجل قد أسن وضعف عن القيام بهذا الأمر؛ فلو اجتمع الناس على إمام يقيمونه مكانه كان أضبط وأقوى على ذلك , فخرج موسى بن علي حتى وصل إلى الإمام فلما دخل عليه جعل يسأله وينظر حاله فعرف الإمام معناه؛ فقال يا أبا علي جئت إلى والله لأن أطعت أهل عمان على ما يريدون لا أقام إمام معهم سنة واحدة , وليجعل لكل حين إمام يولون غيره ارجع إلى موضعك فما أذنت لك في الوصول ولا استأذنتني ولا تقم بعد هذا القول , قيل فخرج موسى بن علي من حينه , ولم يلبث أن مات موسى ومات الإمام بعده؛ وكانت وفاة موسى رحمه الله لثمان ليال خلون من ربيع الأول سنة ثلاثين ومائتين؛ وكان مولده ليلة العاشر من جمادي الأخرى سنة سبع وسبعين ومائة فيكون قد عاش رحمه الله ثلاثا وخمسين سنة؛ وفي بعض الكتب أن وفاته كانت سنة إحدى وثلاثين ومائتين وأنه عاش ثلاثين سنة والأول أثبت والله أعلم وتوفي الإمام رحمه الله يوم الجمعة والناس في المسجد قد حضروا لصلاة الجمعة بعد الأذان فصلى بالناس ذلك اليوم خالد بن محمد المعدي.
وفي بعض الأثر كان الإمام مريضا وقام الخطيب على المنبر فبينما هو في الخطبة إذ جاء رجل فأخبرهم بموت الإمام؛ فقطع الخطيب الخطبة وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ودعا ونزل من المنبر , وصلوا أربع ركعات؛ قال: وأحسب أنه كان في المسجد محمد بن محبوب ومحمد بن علي ولم أبصرهما ولكن توهمت ذلك لأنهم اجتمعوا في بيت المشورة فيمن يقدمونه إماما قال واحسب أنه قد كان في المسجد هلال بن منير , وذلك لست عشرة خلت من ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين ومائتين , فصلى عليه ابنه جيفر بن المهنا وبويع للصلت بن مالك ذلك اليوم قبل غروب الشمس وكانت إمامة المهنا عشر سنين وتسعة أشهر وأربعة عشر يوما.
पृष्ठ 126